مقالات الرأى

د.سوزان القلينى تكتب: نكون أولا نكون

0:00

سباق محموم بين دول العالم لاستخدام تكنولوجيا “الذكاء الاصطناعي” في كافة المجالات وتقوم هذه التكنولوجيا على الواقع الافتراضي المعزز الذي يطوف بك حول العالم في رحلة تشعرك بأنك بنفسك تتحدث الي الأخرين وتشعر برائحة الورد إذا كنت تمر على حديقة وتعيش داخل الأحداث كأنك جزء منها وتتفاعل مع ما حولك بكل حواسك .
وبالرغم من الانتقادات الكثيرة التي توجه الي هذا النوع من أنواع التكنولوجيا والتي من أهمها إنها ستكرس العزلة الإنسانية حيث يعيش كل فرد في عالمه الافتراضي الذي يصنعه لنفسه يستمتع به ويحصل على ما يريد من علاقات وترفيه ومعلومات أو حتى تعليم إذا أراد ، إلا إننا لابد أن نعترف إنه لا ردة فيما حققته التكنولوجيا من تقدم وسواء شئنا أم أبينا سوف تخترق هذه التكنولوجيا حياتنا، ومنازلنا وعقول أطفالنا وشبابنا .

وهنا لابد أن يكون لنا وقفة مع أنفسنا كيف تم الاستعداد لهذا الوافد التكنولوجي؟ وخاصة إن أكثر المجلات تأثرا التعليم والإعلام والاتصالات بشكل عام .

تتسابق الشركات المنتجة لهذه التكنولوجيا لإبهار المستخدمين بمميزات غير مسبوقة فكل منهم يضيف ما يجعل الجمهور يتسابق لاقتناء هذا المنتج أو ذاك دون اعتبارات للقيم أو لثقافة الأخر مما ينذر باختراق ثقافي وقيمي لمجتمعاتنا العربية .

في المعارض التكنولوجيا تفاجئنا شركات أجنبية لا حصر لها وتجعلنا نشعر بالخوف مما هو قادم الينا بما يحمله من أفكار ومعتقدات وثقافات متباينة . . ويظهر بريق أمل وسط الظلام “أونباسيف” وهي شركة عالمية ذات ملكية عربية لتقنيات الذكاء الاصطناعي تدعوك للتعرف علي منصتها التي تخضعها لرقابة ذاتية حفاظا علي الثقافة العربية والقيم الإنسانية وتشاهد هذه منصة للأطفال وأخري للتعليم وثالثة للمرأة وأخري لإتاحة الاتصالات بكل أنواعها بما فيها وسائل للتواصل الاجتماعي ولكن اتصالات تمكن الأهل من المراقبة والسيطرة علي كل ما يتعرض له أولادهم وبناتهم وتزيدك بتوفير تدريب مهني وشخصي لكل من يريد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن.

التحديات في هذا العصر غير مسبوقة وعلينا حتى نكون في مضمار السباق باستقدام التكنولوجيا الأمنة وأن نختار بين البدائل المتاحة ما يحافظ على ثقافتنا وقيمنا العربية وذلك بترشيد استخدام واختيار الوسائل الملائمة مع أهمية التخطيط لتوطين صناعة هذا النوع من أنواع التكنولوجيا بدعوة الشركات العربية العاملة في هذا المجال للاستثمار وتذليل العقبات مع إتاحة مميزات استثمارية حتي لا نظل مجرد مستهلكين وتابعين للدول المنتجة والمصدرة
إنها مسألة كيان .. “نكون أو لا نكون”

زر الذهاب إلى الأعلى