ثقافة وابداع

خيط الطلاق ” رأى “

بقلم - اعتماد سرسك - الأردن

0:00

كنت أراه صعبا مؤلما لا تطاوعني نفسي أبدا على تأييده، مع كلام الكثيرين عنه انه بداية لحياة جديدة كان كل تفكيري يرتكز على نقطة مهمة .. الأولاد .. كنت أتخيل ضياعهم بؤسهم وشقاؤهم .. لم أنظر الى الزاوية الأخرى من الموضوع ، انه ربما في الطلاق حياة جديدة حتى للابناء ، فكثرة المشاحنات بين الزوجين لها تأثير سلبي كبير على نفسية الابناء خاصة اذا كان أحد الاطراف ساديا لا يكترث لمشاعر أبناءه .. فكرت كثيرا في معنى كلمة الطلاق ، هل هي مأخوذة من الطلقة أي الرصاصة إذا كانت كذلك هي يعني الام الشديد والوجع وربما فيها الموت .. والشريعة الاسلامية رحيمة جدا بمسألة الطلاق وليس من السهولة تثبيت الطلاق بالمحكمة ، حتى القاضي يعطي أكثر من فرصة لمراجعة النفس فالسرعة ليست من مصلحة أيا من الطرفين .. حتى القاضي له وجه مختلف عابس متاثر عكسه عند ارام عقد الزواج فالطلاق ليس بالموضوع العادي أو السهل لكنه أبغض الحلال إلى الله….الكلام سهل جدا وكذلك التنظير في موضوع الطلاق لكنه شيء صعب جدا على جميع الاطراف حتى من كان مصمما عليه في لحظة وقوعه لابد للنفس من التأثر والحزن فأحيانا الخلاص له ثمن باهظ والقصص تختلف كثيرا وتتشابه أحيانا أخرى ويبقى الاطفال هم الحلقة الأضعف في صراع الأزواج، فهناك من تتنازل عنهم مقابل حياة تتمناها مع رجل آخر ضاربة بأمومتها التي كانت على الورق لاثبات النسب لا أكثر فالأنانية هي أصعب شيء من الممكن مصادفته في موضوع الطلاق .. وهناك الاب الحاني الذي يرفض التنازل عن أولاده ويدفع الكثير في سبيل حضانة أبناءه .. والبعض ياخذ الاولاد كوسيلة للضغط على الاخر والتنازل .. ويبقى الطلاق برأيي الخاص هو الطريق للخلاص من الأذى وحماية لبعض الاطراف من حياة غير سوية سيكون نتاجها أولاد معقدين نفسيا بأرواح غير متوازنة ولكن أحيانا العوض يكون بالاهل بالجدة الحنونة والخالات والعمات .. لا قاعدة ثابتة في الطلاق سوى نظرة المجتمع المؤلمة والظالمة احيانا ..الطلاق نقطة فاصلة بين حياة تختارنا وحياة اخرى اخترناها ربما رغما عنا …

زر الذهاب إلى الأعلى