وفاء بكرى تكتب : لسانك حصانك
المثل الشعبى يقول :” لسانك حصانك”.. ولأننا على اعتاب هجر كل ما هو شعبى، نسى الكثيرون هذا المثل ولا يهتمون بما يدعو إليه، فهو يعزو إعمال العقل ووزن الأمور، في المناسبات والمواقف المختلفة التي تواجهنا يوميا، مع مراعاة ما يحدث من حولنا، فكلمة قد تلقى بصاحبها إلى ” التهلكة” وتثير مجتمعا كاملا، هذا ما لم يفعله الفنان شريف منير وتصريحه الأخير، الذى أثار به عامة الناس، بالنسبة لى لم ولن أُدين تصريح شريف حول معاناته من ارتفاع الأسعار، نحن لا نعلم ما هي المنتجات التي يشتريها، وليس عيبا أن يكون عليه أقساطا تكبله هو وزملاؤه الذين استشهد بهم، فلقد خلقنا الله ” طبقات”، ولو لم يكن هناك تنوعا فى هذه الطبقات لن تستقيم المجتمعات، شريطة ألا تتعالى طبقة عن أخرى أو يتم تفضيلها، كما أن لكل منا احتياجاته ومتطلباته وفقا لمعيشته، وكل منا يعيش على قدر دخله، مع التطلع لحياة أفضل، ولكن في هذا التوقيت، من الطبيعى أن يمثل كلام شريف منير استفزازا للشارع المصري، الذى يعانى من ارتفاع أسعار شبه يومي، وأصبحت طبقته الأهم وهى الطبقة المتوسطة بين ” شقى الرحى”، وباتت مضطرة للتخلى عن أساسيات كثيرة، في الوقت الذى تشاهد فيه شريف وزملاؤه يعيشون الحياة المرفهة، دون مراعاة مما يعانيه مجتمعهم، هنا كان يجب أن ” يفرمل” شريف ” لسانه” إعمالا بمثلنا الشعبى ” لسانك حصانك”، ولو مؤقتا، ولا يصدر معاناته ” الفردية” ومعه نفر قليل، لجموع الشعب المصري، خاصة وأن تصريحاته كانت سببا في سخرية قنوات ومواقع صحفية معادية، فالفنان تحديدا يجب أن يكون مهموما بمشاكل مجتمعه الذى ينتمى إليه، و” يمتص” منه همومه ومشاكله، لقد خانه ذكاؤه بالحديث عن تضرره من ارتفاع الأسعار، والتي أصبحت مأساة عالمية تعانى منها الكثير من الدول التي ” لم تحسب حساب” الأزمات، ألم يقرأ شريف عن زملائه قديما من فنانى الزمن الجميل حقا، وهم يستقلون ” قطار الرحمة” أو يزورون المستشفيات مع القيام بالتبرعات المستمرة، ليدعو زملائه من الجيل الجديد لتكرار الفكرة او حتى الذهاب إلى القرى الكريمة أو التي لم تصلها الدولة بعد لمشاركة الدولة في انقاذها، بالفعل لو كنت مكان شريف منير بعد كل هذه الإثارة، للجأت إلى حملة من نوع خاص تحت مسمى ” غسيل تصريحات” .