Uncategorized

هل تعيد أزمة إفلاس شركة «FTX» سوق العملات المشفرة للوراء؟

بوابة "مصر الآن"

0:00

في الفترة الأخيرة كانت أسواق العملات المشفرة تبدو واعدة مع جذب متعاملين جدد، لكن تحول الأمر في أقل من أسبوع، لارتباك كبير وانعدام الثقة في السوق المشفرة، بعدما حل لشركة FTX التي انتقلت من ثالث أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم إلى محكمة الإفلاس.

وشهدت منصة الأصول الرقمية، المفلسة، “FTX”، عمليات سحب غامضة من الرموز المميزة بنحو 662 مليون دولار مؤخراً، في ضربة للمنصة التي أحدثت اضطرابات واسعة في سوق العملات المشفرة.

وذكرت وكالة بلومبرج، أن عملاء المنصة الذين ما زالوا يحاولون استيعاب طلب إفلاس شركة “FTX”، قد فوجئوا بعمليات السحب، التي وصفها المستشار العام لذراعها الأمريكية، راين ميلر، بأنه “اختلالات في صفقات المحفظة”.

وقال ميلر على “تويتر” إن “FTX” تعمل على تسريع عملية نقل الأصول الرقمية إلى التخزين غير المتصل بالإنترنت “لتخفيف الضرر أثناء التحقق من المعاملات غير المصرح بها”.

محاولات الإنقاذ
تدافعت طلبات السحب على منصة FTX، والتي بلغت ما يعادل نحو 6 مليارات دولار على مدار 3 أيام، في الوضع الطبيعي تصل عمليات السحب اليومية إلى عشرات الملايين من الدولارات، وبهذا بدأت الشركة الدخول في أزمة سيولة، مما يعني أنها لا تملك الأموال الكافية لتلبية كل هذه الطلبات، ثم بعدها بيومين، لجأ رئيس الشركة سام بنكمان فريد، “SBF” إلى شركة Binance، في محاولة لإنقاذ الموقف، أعلنت فيها المنصة الأكبر الاستحواذ على FTX، لكن رئيس Binance تشاو أضاف أن شركته تملك الحق في الانسحاب من الصفقة في أي وقت.

وذكر بنكمان إن الصفقة ستحمي عملاء الشركة وتسمح لها بإنهاء معالجة عمليات سحب الأموال من المنصة، محاولًا نفي الشائعات حول الصراع بين شركته FTX وشركة Binance، لكن يوم الأربعاء الماضي، أعلنت شركة Binance أنها ستوقف عملية الاستحواذ على شركة FTX، وذكرت أنها توصلت إلى هذا القرار بعد النظر إلى أوراق الشركة، وإجراء الفحوصات القانونية اللازمة، وبسبب التحقيقات الجارية حول سوء تنظيم واستخدام الأموال من شركة FTX، ومن هنا انهار الوضع أكثر، وتوالى سقوط أحجار الدومينو، وفجأة وصلت قيمة الشركة إلى 8 مليار دولار بعد أن كانت تبلغ 32 مليار دولار.

قبل الانهيار
بدا أن مسؤولي FTX يؤكدون شائعات اختراق قناة تليجرام التابعة للشركة، وفقًا لتقرير من منصة CoinDesk، الذي قال إن البورصة وجهت العملاء لحذف تطبيقات FTX وتجنب موقعها على الإنترنت.

وكتب مسؤول حساب في قناة “FTX Support Telegram” في رسالة، وفقًا لـ CoinDesk: “تم اختراق FTX”.

وقالت منصة FTX يوم الجمعة الماضي، إن شركة تجارة العملات المشفرة التابعة لشركة ألاميدا للأبحاث وحوالي 130 من شركاتها الأخرى تقدمت بطلب لحمايتها من الدائنين مع إعلان إفلاسها في محكمة ولاية ديلاوير “من أجل بدء عملية مراجعة الأصول وتحويلها إلى نقود لصالح جميع أصحاب المصلحة العالميين”.

واستقال الرئيس التنفيذي والمؤسس سام بانكمان فرايد، “30 عاما” وقدرت حجم ثروة بانكمان مؤخرًا بـ23 مليار دولار وكان مانحًا سياسيًا بارزًا للحزب الديموقراطي الأمريكي.

وبحسب مجلة فوربس الأمريكية فإن صافي ثروته قد تبخر تقريبا، وسيحل محله جون جيه راي الثالث، وهو محام أمريكي ظهر سابقًا عندما تم تعيينه في عام 2004 للإشراف على تصفية شركة الطاقة “إنرون” بولاية تكساس التي انهارت في عام 2001 بعد الكشف عن احتيال مالي هائل.

تداعيات خطيرة
وتسببت سرعة سقوط FTX في ذهول المطلعين على العملات المشفرة، قبل أيام فقط ، كان بانكمان فريد، يُعتبر أحد أذكى الشخصيات في صناعة العملات المشفرة ، وهو شخصية مؤثرة في واشنطن كان يتدخل بتشكيل لوائح التشفير.

وأدى انهيار FTX لخروج الكثير من الشخصيات البارزة في الصناعة وانتقادهم كيفية إدارة فريد، وتعامله مع الشؤون المالية لكل من FTX وألاميدا للأبحاث، وسيكون لانهيار FTX تداعيات طويلة الأمد، وفقا لشبكة بلومبرج الأمريكية.

وقبل انهيار سوق العملات المشفرة هذا العام، بدا الأمر وكأن جزءًا كبيرًا من المستخدمين العاديين بدأوا الثقة في هذه الصناعة، لكن أزمة شركة FTX ستعيد عقارب الساعة إلى الوراء لسنوات، إذ أدت هذه الأزمة الأخيرة إلى الضغط على أسعار البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى.

وانخفض إجمالي القيمة السوقية لجميع العملات الرقمية بنحو 150 مليار دولار في الأسبوع الماضي، وفقًا لموقع CoinMarketcap.

وتعد أشهر وأكبر منصة لتداول العملات المشفرة هي منصة Binance، تأتي بعدها في السوق منصة FTX، تلك المنصات تمكن العملاء من تداول العملات الرقمية في مقابل العملات الرقمية الأخرى أو في مقابل العملات التقليدية كالدولار واليورو، والعكس يمكن تشبيهها بالبنوك في النظام المالي التقليدي الذي نتعامل به في حياتنا اليومية.

زر الذهاب إلى الأعلى