قالت الدكتورة شوق النكلاوي، مدرس أدب الطفل بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة مطروح، إن كثير من المخطوطات والنقوش القديمة تشير إلى العناية بالأطفال والحرص على تربية النشء علميا وأخلاقيا وتربويا في مصر القديمة، كما تكشف عن مدى تقديس المصري القديم لمعلم أبنائه، وحثهم على احترامه واعتباره بمثابة الأب.
وأكدت أن كذلك هناك الكثير من المأثورات تشير إلى مدى الحرص على توعية الأطفال بقيم المحبة، والامتنان، والصدق، وتقدير الجمال، والحق، وغيرها من القيم التي تربى عليها أطفال مصر قديمًا.
وأوضحت النكلاوي، خلال محاضرة “الطفولة في مصر القديمة”، التي نظمها متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات، التابعين لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، اليوم الخميس، مدى الوعي الذي تميز به القدماء المصريين فيما يخص الطفل، بدءا من مرحلة ولادته وربما قبلها، مرورا باختيار الاسم المناسب له، والذي عادة ما كان يحمل دلالات وإيحاءات تتصل بحياتهم ومعيشتهم دون التمييز بين البنين والبنات، إذ كان المصريون يعتبرون ميلاد الطفل مصدرًا للبهجة، بالإضافة إلى مساواتهم بين الأبناء في التعليم والرعاية والميراث.
وأشارت إلى حرص الآباء والأمهات في مصر القديمة على الاهتمام بعملية تعليم الأطفال في المدارس التي عرفها المصريون، ربما منذ عصر الدولة الوسطى في القصور الملكية التي كان مسموحًا فيها التعلم قبل أن تنتشر المدارس، ثم تعلم إحدى الحرف المتنوعة؛ مما يدل على أن بناء الإنسان كان الركن الأساسي في صنع واحدة من أعرق الحضارات وأقدمها.
ولفتت إلى أنه عملية التعليم لم تقتصر على المدارس النظامية فحسب، بل كانت الأسرة مصدرًا للتعلم، ليس لأبنائها فقط بل لغيرهم أيضًا، أي أن رعاية حقوق الأطفال كانت إلزاما من قبل المجتمع آنذاك، وكذلك حرص المصريون قديمًا على الاهتمام بلعب الأطفال وترفيههم، فسمحوا لهم بالخروج إلى المتنزهات وممارسة الرياضة والألعاب، لا سيما التي تنمي الذكاء.
واختتمت النكلاوي، أن الأطفال كانوا يتمتعون بمكانة خاصة داخل الأسرة وبين أفراد المجتمع، وعاشوا كثيرًا من مظاهر الحياة التي نشهدها الآن في أكثر الدول تحضرا.