مشيرة موسى تكتب: ربوا عيالكم على “الاختيار الصح”
فجأة وانا بقلب في دولاب الذكريات افتكرت أن ليلة النصف من شعبان من ٤٨ عاما صادفت ليلة فرحي.
لأ .. ماتفهمونيش غلط وتفتكروا ان فرح يعني حفلة وفستان ابيض ومعازيم ورقاصة وكده…لا كده ازعل بجد…انتم مخكم راح لبعيد قوي جدا خالص…انا من زمان جدا مخي مش زي بقية البنات، الحمد لله…
انا اول واحدة اتجوزت في اخواتي ، اتخطبت وانا في الليسانس…وكنت مشغولة بالمذاكرة والحاجات اللي مش جايبة همها دي ، المهم ابويا وامي جهزوا شقة كاملة، مفيهاش شئ ناقص،حاجة كده من الإبرة للصاروخ.
خلصت انا باااه الامتحانات في مايو …والفرح في أغسطس ، والسؤال الذي فرض نفسه كان… “عايزة فستان فرح شكله ايه ومنين ؟؟؟” والجنونةبتاعتي اللي طلعت وزعلت أمي حبيبتي “لا مش عايزة لا فستان ولا طرحة” ، واضفت لدهشتها “وكمان مش عايزة فرح”.
لا البنت دي اتجننت رسمي ولا فرح ولا فستان؟؟؟ امال ايه؟؟؟ قلت “رسبشن عادي في البيت وخلاص” ، وخلاص؟؟؟ ” اه وخلاص”.
طبعا ده كان شىء عادي ومش جديد عليه ، انا من صغري مختلفة ، ملابسي في هذه الفترة كانت أقرب لملابس الهيبيز والغجر باكسسوارات من تصميمي أو الجينز.
كان اعتقادي،وما زلت ،ان كل الهجص ده مالوش اي لازمة ، وعلي الرغم انه حتي اليوم الذي سبق الفرح كان كل امل أمي اني اغير رأي وانزل اشتري اي فستان يعجبني ، الا اني ظللت علي رأي الحمد لله، ولأني وقتها كنت قد اتممت الـ ٢١ عاما بالتمام والكمال فقد أوضحت لأبي ان قراري صادر من شخص مسئول ناضج.
واؤكد لكم انني لوقتنا هذا لا احب المنظرة ولم اندم علي قراري..
-اخترت من ٣٠ سنة ألا اتزين إلا بالفضة والاحجار الكريمة ومعظمها من تصميمي.
-اخترت ان اترك شعري الابيض علي طبيعته حتي انني تلقيت دعوة للسفر الي بيروت لإجراء لقاء تلفزيوني لهذا السبب ، وهو الآمر الذي كان غريبا وقتها.
-احب ان اشتري الأشياء الجميلة،مش لازم تكون براند،المهم الذوق.
ايه اللي خلاني اقول الكلام ده…اليومين دول طلبات البنات مبالغ فيها ، اعرف جوازات لم تتم بسبب المطالب الجنونية ، وسمعت بنفسي طلبات الزواج ، في القاهرة والاقاليم، والتي تحتاج ان يكون العريس مليونيرا لتلبيتها وسمعت وتعجبت لقصة عن ضرورة ان تشتري العروس لحماتها ثلاجة وبوتجاز وطلبات اخري عجيبة ، يعني لو الست عندها ٣ اولاد ممكن تفتح محل بهذه الهدايا.
اتقوا ربنا والنبي في العيال والطلبات ، بس ركزوا في اختيار الزوج المناسب لبناتكم ، هو ده الباقي ، هو ده المهم.
آه وطبعا ربوا عيالكم على (الاختيار الصح ) .