مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : تَمهيدى كدب

الكذب معناه أن تُخبر عن أمر ما بخلاف ماهو عليه أو تُزيف حقيقة جزئياً أو كلياً بنية الخداع (الخديعة) أو المزاح للوصول لهدف معين قد يكون نفسياً أو مادياً أو أجتماعياً وهو عكس(الصدق) فهو أفه سيئة تنتشر فى المجتمع المصرى خاصة والعربى عامة والكذب هو على كل لون وشكل(على كل لون يابتستا)ويعنى هذ المثل الشهير ذلك الإنسان الذى لامبدأ له ويسير حسب مصلحته فقط ومنهجه الأساسى هو الكذب…!!!
وقد صَنف البعض من المصريين الكذب على لونين وهو الكذب الأبيض والكذب الأسود (كدبة بيضه وكدبه سوده) وهذا التصنيف من المؤكد تحايُل فج على صفة سيئة لاترقى إلى عقل الإنسان صاحب الضمير والمبادئ فالكذب صنف واحد لا لون له فهو كَذب يؤدى إلى أشياء كثيرة سلبيةمنها من يُقرب البعيد ويبعد القريب بخلاف الواقع وقد يَذهب بالمروءة وهذا سائد فالكذاب لامروءه له ولا عهد وأيضاً يُعرض صاحبه للإهانة من الجميع ويهدى إلى الفجور الذى نراه اليوم فى معظم مناحى الحياه(فالكذاب هو من يستولى على كل الحقوق) ولكن أهم سلبياته فقدان الثقة فى صاحب الكذبة(من يكذب)…!!!
والكاذب قد يخترع الكذب للهروب من عمل ما قد قام به وهو مخالف لما تعهد به أمام الآخرين من أسرته أو زميل معك بالعمل للحصول على ميزة ما وغيرها الكثير والكثير التى تؤدى إلى تدمير العلاقات الإنسانية.!
من أشهر أنواع الكذب المصرى هو بداية تعليم الأطفال هذه الأفه السيئة(تمهيدى كدب)وهى عندما يدق جرس التليفون أو جرس المنزل ويكون السائل يُريد الأب أو
الأم ويرد الإبن أو البنت على النداء أنه مش موجود وهو بالداخل وهذا بداية الطامة الكبرى وهى زرع الكذب فى عقول الصغار وهكذا جيل يسلم جيل فلذا علمتنى الحياة
أن لا أسأل الكاذب لماذا كذبت لأن الإجابة ستكون حتماً بكذبة أخرى…!!!
ويقول أحد الفلاسفة من يَكذب كذبة فإنه لايُدرك مدى ضخامة فعله لأنه مُجبر على أختراع عشرات الكذب حتى يحافظ على الكذبة الأولى…!!!
ولكن علينا القول بأن الأيام ومرورها لهى أكبر كاشف لهذه الأكاذيب ولذا فإن الكذب لا يخفى الحقيقة إنما يؤجلها لبعض الوقت.!
والكذب فى الإسلام تحدث عنه القرآن فى عدة مواضع كثيرة فالمولى عز وجل ذم الكذب ونهى عنه فى القرآن الكريم قال الله تعالى”إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ” وقال تعالى
“وَلَاتَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ” وهذه الآية من سورة النحل قد ذكرت الكذب ثلاث مرات لدلالة على عظم هذه الأفه البشرية وللكذب عقوبة فى الدنيا قبل الآخرة وهى
إنعدام الراحة والأمن وعدم الشعور بالطمأنينة فقد أخرج الترمذى والنسائي عن أبى الحَوْرَاء السعدى قال : قلت للحسن بن على رضى الله عنه ماحفظتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم “دع مايُريبك إلى ما لايُريبك فإن الصدقَ طمأنينة وإن الكذبَ ريبة”ويأتى السؤال هنا هل الكذب من الكبائر ويشهد علماء المسلمين بأن الكذب على رسول الله(صل الله عليه وسلم) يُعتبر من الكبائر نعم هو من الكبائر حتماً أما الكذب بأن إنسان جاء شيئا وهو ماجاء به لايعتبر من الكبائر ولقد أباح الإسلام الكذب فى عدة مواضع للضرورة وهى ثلاث الأولى الإصلاح بين الناس والثانية أثناء الحرب والثالثة هى حديت الرجل الى إمرأته والمرأة إلى زوجها والتفسير لكل منهم واضح ويأتى عقوبة الكذاب فى الآخرة فى حديث المصطفى صل الله عليه وسلم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاثةٌ لايُكلِّمُهم الله يوم القيامة ولايُزَكِّيهم ولاينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخٌ زانٍ وملِك كذَّاب وعائل مستكبر” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم…!!!
ومن الواضح مما سبق أن بعض من الأسر المصرية تستهين بفيروس الكذب وخاصة أمام الأبناء الصغار حيث يمهدون الطريق لهم لتقليد مايقومون به على المدى القصير والطويل وجيل يسلم جيل(تمهيدى كدب) ولهذا ننصح بأتباع هذه للخطوات للتخلص من هذه العادة السيئة التى تطال المجتمعات
معرفة حرمة الكذب فى الإسلام وشدة العقاب وأستشعار ذلك فى كل حديث وفى كل مجلس والتعود على قول الحق وتحمل المسؤولية والمعرفة الأكيدة بأن قول الصدق هو الخير ثم محاسبة النفس وتعويدها على قول الصدق وعدم الخوض فى مجالس الكذب وأستبدالها بمجالس الذكر والقرآن.!
وأن يعرف المسلم أنّ الكذاب هو من المنافقين وأن ثقة الله لاتكون بكاذب ومعرفة النتائج المترتبة على الكذب يساعد فى التخفيف من الكذب…!!!
ويجب على المسلم أن يستحى من الملائكة(ملك اليمين وملك الشمال) الذين يكتبون كلّ ما ينطق الإنسان به والدعاء بأن يجعل الصدق عنوان الإنسان ويبعد الكذب عنه ومراقبة الله وأستشعار عظمته ونظره للإنسان وقربه منه ومرافقة الأصحاب الصالحين الذين يشجعون على التمسك بالعادات الحميدة والأبتعاد عن أصدقاء السوء الذين قد يجبرونك على الكذب فى معظم الأوقات…!!!
والى مقالة أخرى دمتم فى حفظ الله..!!✍️

زر الذهاب إلى الأعلى