مدحت عطا يكتب : التقوى المُكبلة بين الحاضر والماضى
أصل التقوى هو أن تجعل بينك وبين ماتخافه وتحذره وتعمل حسابه وقايه وأسمى وأعظم مراتب التقوى هى مخافة الله من غضبه وسخطه عليك وفى اللغة تُعرّف التّقوى بمعنى الوقاية والصّيانة والحفظ أو الحذر أى إنك تحذر ممن تخاف من أذينه أو سوء أخلاقه والغرض من كتابة هذا المقال هو نداء الى البشر عامة والمسلمين خاصة فى أن يتقوا الله فى أعمالهم وكلماتهم وأيضاً ظلمهم إن وجد ودعونا نلقى الضوء على العلاقات التى تربط الناس هذه الأيام فهل هى تتصف بالتقوى أم هى تقوى مقيدة بقيد لا يمكن حله أو فكه…!!!
والتكبيل فى مفهوم العامة وهو القيد بالأغلال للمجرمين الذين ينتظرون جزاءهم أما التقوى المكبلة والتى أقصدها فى كلماتى المقبلة وهى هناك أناس كُثر يعرفون ماالغرض من التقوى من مزايا وحسنات ولكنهم يكبلونها بغرورهم وتكبرهم الفج وتوجيه أقرانهم من شياطين الجن و الانس فتجدهم يظلمون من يقع تحت أيديهم دون رحمة أو شفقة والشاهد هذه الأيام من نماذج التجار الجشعين وما يفعلونه مع الشعب من رفع أسعار بضائعهم بكل قسوة ودون ضمير أو واعز دينى ودون مراعاة الخوف من عقوبة الله عز وجل والغرض هو الثراء الفاحش على حساب الفقراء والحجج كثيرة عندهم علماً بأن معظم هذه البضائع قد تكون مخزنة ومشتراه بأسعار قديمة وأيضاً تنتشر التقوى المكبلة والتى تظهر بين الأشقاء وخاصة فى أرياف مصر (صعيد مصر خاصة) عندما يتم تقسيم الإرث بين الإخوات والتقوى المكبلة هنا تظهر بوجهه القبيح حيث يجور الأخ على أخته فى أعطاءها نصيبها من إرث والدها أو والدتها ونسمع الكلمة الخالدة والظالمة والتى بلا أدنى شك مصير قائلها وفاعلها هو نار جهنم وبئس المصير (البنات لاترث مع أخواتها الذكور) فمن منا لم يسمع أو رأى سيدات كُثر لم يأخذوا حقهم فى إرث أبويهم بما قدره الشرع والدين أنا شخصياً عاصرت هذه هذا الظلم عن قرب فأخذ القريب بكل طمع وجور نصيب أخواته البنات من إرث والدهم ولولا صلة الرحم لكان فى الأمر شئ آخر وفى مجتمع الأعمال العام والخاص فالتقوى المكبلة ترتدى أحياناً قفاز الإجادة متمثلة فى حارسها الأول والغير أمين فى معظم الأحيان رب العمل فهو لايتقى الله أبداً وبدون اى واعز من الدين أيضاً أو الحكمة فيقوم بتقسيم من يعولهم وأعنى يترأسهم إلى فئتين فئة وهم موريدنيه ومن يطبلون له فتكون لهم الأولوية فى كل شئ والاخرين بلا شئ وهذا عمل جائر ومصيره معروف.!
والتقوى مرت بمراحل عديدة قبل دخول الإسلام فكان وئد البنات أى قتلهم ودفنهم أحياء وهذا فعل ذميم كان يقوم بها بعض من أهل قريش دون أى رحمة أو تقوى حيث أن تقواهم لم تجد من يُظهرها أو يوجهها لأن ربهم الأعلى كان هُبل العظيم كما يعتقدون…!!!
ولكن كانت بعض من أفعالهم الطيبة والتى جاء ذكرها فى كتب السيرة إن تُجارهم كانوا يجلبون بضائعم من أسواق بعيدة ولم يرفعوا من أسعارها مع العلم من مرور أشهر عديدة من شراءها والسؤال هنا هل أن تقواهم كانت مكبوته بداخلهم دون أن يظهرها دين أو شرع أم هو أعراف وتقاليد تم وراثتها عن أجدادهم….!!!
فلذا أجمل ماقيل عن تقوى الله قال الحافظ إبن الجوزى رحمه الله قال بعض الحكماء ظاهر التقوى شرف الدنيا وباطنها شرف الآخرة وقال ينبغى الاهتمام بما يجلب السعادة الأبدية وهو التقوى تقوى الله وتقوى الناس…!!!
قال سفيان الثورى أوصيك بتقوى الله فإنك إن أتقيت الله كفاك الناس وإن أتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئاً فعليك بتقوى الله عز وجل وما يزيد التقوى فى القلوب إجتهاد الإنسان فى طاعة الله تعالى فإن الله يكافئه على ذلك بزيادة الهداية والتقوى فيعينه على القيام بما أمر الله به ويفتح له من أبوب الخير والطاعات وييسرها له ما لم يكن يسيراً عليه من قبل حيث قال الله تعالى عز وجل “وَالَّذِينَ أهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ” صدق الله العظيم إذن فالهداية هى أساس التقوى…!!!
ومن أقوال السلف الصالح التقوى هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والأستعداد ليوم الرحيل…!!!
وقد وصف الله تعالى المتقين بمجموعة من الصفات نذكر أعظمها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة الواجبة والإنفاق والصدقات التطوعية والوفاء بالعهود فطريق التقوى دائماً محفوف بالمخاطر والأشواك فمن هداه الله العلى القدير إلى طريق التقوى فهو مغفور الذنب ومجبور الخاطر والجنة هى جائزته وقد حث النبى العظيم صل الله عليه وسلم على حسن الخلق والتمسك به وجمع بين التقوى وحسن الخلق فقال عليه الصلاة والسلام “أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى …