مقالات الرأى

مختار محمود يكتب: مشايخ المهرجانات..القرآن أحقُّ بالغضب!

0:00

ظاهرة أغانى المهرجانات بكل سلبياتها ومثالبها التي أفسدت الذوق العام وضربت سمعة الفن المصرى فى العمق، وصادفت غضبًا شعبيًا وفنيًا واسعًا، تسللت أيضًا إلى عالم تلاوة القرآن الكريم وتوغلت حتى استفحلت وتفاقمت وصارت واقعًا لا تخطئه العيون ولا الآذان. فى ربوع مصر على اتساعها.. اتشح بعض الصغار والجهلاء والباحثون عن الشهرة والمال بملابس قراء القرآن الكريم، ونسبوا أنفسهم زورًا وبهتانًا إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأشاعوا أنهم مُعتمدون رسميًا، ليتمَّ الاستعانة بهم فى إحياء المآتم ومناسبات العزاء بأجور فلكية. المؤسف فى هذه الظاهرة أن معظم، إن لم يكن جميع قراء هذه الطائفة، لا يجيدون أحكام وأدبيات تلاوة القرآن الكريم ويُلحنون فى نطق ألفاظه وكلماته بشكل يثير الأسى والأسف، فضلاً عن رداءة الصوت، ويتحول المحفل القرآنى بما يجب أن يكون عليه من خضوع ووقار وخشوع وتطبيق عملى لقوله تعالى: “وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحمون”، إلى مجموعة مشاهد هزلية لا تقل فى تفاصيلها سوءًا عن أغانى المهرجات!! وفى الوقت الذى انتفضت فيه نقابة الموسيقيين، مدعومة من أجهزة أخرى، ضد مطربى المهرجانات وطاردتهم ولاحقتهم حتى أسكتت معظمهم عن الغناء المُباح، وقننت وجودهم، فإنَّ أحدًا من نقابة قراء القرآن الكريم التى تسكنها الخلافات وتمزقها الأهواء منذ سنوات، قبل وفاة نقيبها السابق الشيخ محمد محمود الطبلاوى – رحمه اللهُ – وبعد وفاته، تحرَّك من أجل كتاب الله وحفظه وصيانته من هؤلاء المرتزقة واللصوص! منصَّة الفيديوهات المُصورة “يوتيوب” تحتفظ بآلاف التسجيلات لهؤلاء القراء المُزَّيفين المُدلسين الذين لا يتقنون أحكام القراءة، ولا يتلون كتاب الله حق تلاوته، وتكفى أدلة وقرائنَ لملاحقتهم قانونيًا فى التوِّ واللحظة، ومنعهم من ممارسة مهنة لم يستعدوا لها ولا يملكون أيًّا من مُقوماتها. ومن عجبٍ مثلاً.. أن قارئًا قديمًا رفضته الإذاعة المصرية مرات كثيرة فى فترة سابقة؛ بسبب عدم إتقانه أحكام التلاوة، فظل يقرأ فى المآتم حتى توفاه الله، ليخلفه من بعده حفيده الذى ورث عنه الجهل والتلاعب بأحكام التلاوة فضلاً عن رداءة صوته، زاعمًا انتسابه إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مُصطحبًا معه فى كل مناسبة عددًا من “الهتِّيفة” الذين يتصايحون على أنغام تلاوته الشائهة الخاطئة الرديئة. إن الاجهزة المعنية مدعوُّة إلى محاصرة هذه الظاهرة التى تتفاقم يومًا بعد يوم، وتجفيف منابعها؛ حفظًا لكتاب الله من الخطأ واللحن، وانتصارًا للقانون؛ باعتبار أن هذه الفئة ضالة وتنتحل صفة غير صفتها، فضلا عن أنَّ أفرادها يجمعون مالًا كثيرًا لا يدفعون عنه حق الدولة.. أنقذوا القرآن الكريم من مشايخ المهرجانات الذين لم يوقروا كتاب الله ولم يتقنوا حفظه وتلاوته، وتدخلوا لحذف فيديوهاتهم من موقع “يوتيوب”، فكتابُ الله أوْلى وأحقُّ بالحفظ مما سواه.. فهل أنتم فاعلون؟!

زر الذهاب إلى الأعلى