مقالات الرأى

محمود سامح همام يكتب: اليمين المتطرف وقضية اللاجئين

0:00

تعد أزمة اللاجئين من أخطر الأزمات الموجودة حالياً على المسرح الدولي، حيث تشهد الفترة الحالية وجود عشرات الألاف من المهاجرين النازحين والفاريين من بلادهم، وتعود الأسباب لوجود تلك الأرقام الضخمة من اللاجئين بسبب تعرض بلادهم للحرب أو تعرضهم للاضهاد السياسي فيها، إضافة للصراعات المنتشرة في الدول في العقود الأخيرة وبعضهم لتحسين وضعهم الاقتصادي بعد تقييد البلاد وركودها نتيجة لتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؛ تلك الأسباب تدفع الافراد إلى ترك بلادهم واللجوء إلى دولة اخري.

وفي ظل زيادة أعداد اللاجئين في أوروبا، سوف نطرح بعض من الأسئلة حول ما الأسباب التي أدت إلى تفاقم ازمة اللاجئين من منظور الدول الأوروبية؟ إضافة إلى ما السيناريوهات المحتملة لمستقبل اللاجئين في أوروبا في ظل صعود اليمين المتطرف بشكل كبير في حكومات الدول الأوروبية؟

زيادة أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا أدي إلى زيادة العبء على دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا واليونان لاستقبالها العدد الأكبر من المهاجرين بحكم موقعها الجغرافي المقابل لدول قارتي افريقيا وآسيا وهما أكثر المناطق تدفقا لللاجئين، مما جعل دول جنوب أوروبا تطالب بزيادة المساعدة بينما ترفض دول المقصد الغنية كالمانيا والسويد استقبال جميع الوافدين، وفي المقابل دول ترفض تماماً استقبال اللاجئين بالأخص من شمال افريقيا والشرق الأوسط وأغلبهم لأسباب دينية أو مذهبية، مما أدي إلى الاختلاف في صفوف الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين.

استكمالاً أدت هذه الاختلافات المريرة بين الدول الأوروبية إلى تفاقم ازمة اللاجئين في أوروبا، مما دفع وزراء الداخلية دول التكتل الأوروبي إلى الاجتماع في لوكسبمورغ ،ونتج عن هذا الاجتماع صدور اتفاق جديد بشأن طالبي اللجوء ومراجعة بعد نصوص معاهدة دبلن ١٩٩٠م بعد موافقة ٦٥٪؜ من دول التكتل علي هذا الاتفاق.

خلاصة القول بشأن نصوص الاتفاق لطالبي اللجوء لدول التكتل أنه جعل الدول يتقاسمون بشكل عادل الأعداد الكبيرة من اللاجئين وتوزيع المسؤليات بطريقة أكثر إنصافا بين دول الاتحاد الأوروبي.

من جهة أخري نري بكل وضوح صعود حزب اليمين المتطرف في حكومات دول التكتل الأوروبي في الأونة الأخيرة، علي سبيل المثال تولت جورجيا ميولني رئاسة الحكومة الإيطالية، التي تُدعى بزعيمة حزب اليمين المتطرف والفاشية في أوروبا ، وبلا شك صعود الحزب اليميني المتطرف فتلك الفترة يمثل عائقاً كبيراً يعرقل سياسة إصلاح اللجوء في أوروبا لعدة أسباب منها؛ رؤية اليمنيون قرارات الاتحاد الأوروبي الأخيرة تحاول تحويل دولهم إلى دول هجرة علي عكس سياستهم المنشودة في جعل أوروبا حصنا للمهاجرين.

مما لاشك أن معتقدات وأيدلوجية حزب اليمين المتظرف تجعلهم ينظرون بعين الريبة إلى المهاجرين لاعتقادهم بأنهم يزاحمونهم على الوظائف خصوصا المسلمين منهم بسبب انتشار البطالة والركود الاقتصادي والأزمة الاقتصادية الكبرى فجعلو اللاجئين عباءةً لكل تلك الأزمات في بلادهم.

هذ التياز المتطرف في أوروبا يمثل خطراً كبيراً على حياة المهاجرين في أوروبا، حيث يقومون بعمليات إرهابية مفزعة وممارسات غير أدمية تجاه اللاجئين كمحاولة للترهيب ونزوح اللاجئين عن بلادهم، ومحاولة توظيف هذه العمليات الإرهابية لصالحها السياسي، كما أن كراهيتهم للمهاجرون لن تتوقف وسيحاولون بشتى الطرق المتاحة جعل أوروبا خالية من المهاجرين .

ختاماً حياة اللاجئون في أوروبا أصبحت في خطر في الآونة الأخيرة تكاد تقترب من حال بلادهم التي فروا منها بسبب الحروب أو الاضطهاد، لذا يجب وجود رقابة لهذة الأحزاب وقوانين وعقوبات علي من يتعدي على حق مهاجرٍ أياً كانت جنسيته أو عرقيته، والعمل على سرعة تنفيذ فحص طلبات اللجوء، وتحسين طريقة احتجاز اللاجئين علي الحدود الخارجية للدول بخاصة الأطفال فهو أشبه بالسجون ولا يمس بالإنسانية شيئا كما تُصرح المفوضية الأوروبية،

ختاماً بعد تحليلنا ومشاركتنا بعض المؤشرات بشأن الوضع القائم في أوروبا في الوقت الراهن تجعلنا نطرح سؤالاً حول “هل سوف تتجه أوروبا إلى جعل التطرف السياسي أمراً معتاداً في ظل انتشار وصعود الحزب اليميني المتطرف في القارة العجوز ؟ “

زر الذهاب إلى الأعلى