محمود سامح همام يكتب: إلى أي مدى ستتجه العلاقات المصرية التركية بعد فوز أردوغان
عاش الأتراك ليلة احتفالية استثنائية منذ أيام عقب فوز الرئيس رجب طيب اردوغان في الانتخابات الرئاسية لتركيا وتوليه ولاية جديدة في حكم تركيا بعد انتخابات صعبة مع منافسه كمال كليجداراوغلو، ولم يمر وقت حتى صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي بعث رسالة للرئيس التركي اردوغان بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، وإعادة انتخابه رئيساً لتركيا لفترة رئاسية جديدة
وهنا نستطيع أن نسلط الضوء علي خطوات تقارب العلاقات المصرية التركية بعد سنوات قليلة من التوتر واهم المتغيرات السياسية التي أثرت في تقارب أو تباعد الدولتين
بداية التوتر بين مصر وتركيا في السنوات الأخيرة ترافق مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام ٢٠١٤
وهنا يمكن أن نسلط الضوء علي سبب رئيسي في توتر العلاقات بين البلدين وهو الموقف من الإرهاب والخلط بين الإرهاب والسياسة والتدخل المباشر في شئون مصر الداخلية مما يؤثر على الأمن القومي المصري
وقد رأينا عودة العلاقات بين مصر وتركيا تدريجيا بداية من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس اردوغان ومصافحتهما في حفل افتتاح كاس العالم قطر ٢٠٢٢، ومن بعدها بدأت تتوالى الزيارات بين الدولتين، مثال لذلك زيارة وزير الخارجية التركي لمصر ودعوته لوزير الخارجية سامح شكري لزيارة انقرة، وتنظيم لقاء بين الرئيسين والتصريح برفع مستوي العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا إلى مستوي السفراء في أقرب وقت ممكن
ونستطيع ان نبرهن أيضا علي تقارب العلاقات بين الدولتين من خلال اتصالات جرت بين رؤساء الدولتين بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي باتصال مع الرئيس التركي في السابع من فبراير ٢٠٢٣ حيث قدم التعزية علي ضحايا الزلزال، ومن جانبه قدم الرئيس التركي شكرا للرئيس المصري علي هذه المشاعر الطيبة مشيرا الي أنها تؤكد الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين، والسؤال المهم: هل تستمر هذه العلاقات في عودتها تدريجيا إلي تحقيق المصالح والمنافع المتبادلة، وما الملفات العسكرية والاقتصادية التعاونية التي تستطيع كلتا الدولتين الاستفادة منها؟ وقد أُجريت بالفعل اتفاقيات واعلانات ودعوات بين الدولتين علي المستوي الاقتصادي والتجاري وغيرهما من المجالات
ومما لا شك فيه أن العلاقات التركية المصرية سوف تعطي كلا الطرفين مجالات عدة للتطوير علي سبيل المثال زيارة وفد من رجال الأعمال الأتراك لرئيس الوزراء المصري فبراير ٢٠٢٣ واتفاقهم علي ضخ استثمارات بقيمة ٥٠٠ مليون دولار في مصر مما يبشر بزيادة التعاون بين الدولتين بما يضمن انتعاش وازدهار في العديد من المجالات وزوال التوتر الذي استمر عدة سنوات بينهما