محمود سامح همام يكتب : أزمة النيجر والسيناريوهات المحتملة
بعد مرور ما يقارب ستين يوماً على وقوع الإنقلاب في النيجر، واحتجاز الحرس الرئاسي في النيجر الرئيس محمد بازوم وإعلان قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبدالرحمن تشياني نفسه قائداً للمجلس الانتقالي في البلاد، وانضمام الجيش الوطني النيجري للمجموعة الانقلابية للحفاظ على تماسك البلاد وأيضاً حقناً للدماء، بالإضافة إلى الدعم الشعبي للإنقلاب، ولا يزال الأمل لدى الأطراف الغربية والافريقية في حل الأزمة بالنيجر بالطرق الدبلوماسية دون التدخل العسكري، وبالنسبة للوضع الداخلي مع تصاعد التوترات في النيجر، والأرتفاع في الأسعار وندرة بعض الموارد الغذائية في اغلب مدن النيجر حيث يعيش أكثر من 3,3 ملايين شخص في حالة خطيرة من انعدام الأمن الغذائي حسبما أفادت وكالات أممية نتيجة لما يوصف بالعقاب الجماعي ضد شعب النيجر في ضوء تداعيات الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، يبقى التساؤل بالسينريوهات المحتملة لازمة النيجر التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
بدايةً يتمحور السبناريو الأول حول بالمجلس العسكري الانتقالي الحاكم في النيجر، ، فتعد أسوأ الاحتمالات ان تظل النيجر متمسكة بالحكم العسكري ومبادئ الفترة الانتقالية وهذا سيعرض البلاد لكارثة مزمنة من جانب الحرمان من التمويلات والمساعدات الخارجية حيث أن تطورات الأحداث تؤكد لنا أن النيجر أمام منعطف خطير ،كثرة الضغوط الخارجية على المجلس الحاكم يزيد الوضع تعقيداً ويحول دولة فالأساس معظم سكانها تحت خط الفقر إلى دولة بأكملها فقيرة.
استكمالاً، نتوقع السيناريو الثاني في تسليطه الضوء على التدخل العسكري الإقليمي من المجموعة الاقتصادية (الايكواس) في النيجر المدعوم بالقوة الغربية و الافراج عن الرئيس محمد بازوم وإعادة النظام الدستوري فالبلاد بعد فشل الحلول الدبلوماسية، ووفقا لاجتماع قادة جيوش دول (الايكواس) مسبقاً في أكرا لتحديد ساعة الصفر للتدخل العسكري في النيجر.
ختاماً ازمة النيجر تعد معضلة في الأمن القومي الاقليمي كما أنها حجر الزاوية لدول الساحل والتجارة الدولية في غرب افريقيا لذلك ستحاول كل الأطراف الدولية بشتى الطرق وبالطبع بأقل الخسائر وستكون الأليات الدبلوماسية السائد الطابع الفاصل لحل أزمة النيجر .