محمد كريم يكتب : الخرس الزوجي !!

يعتبر الخرس الزوجي أكثر مشاكل الزواج شيوعا ،فهو بمثابة القنبلة الموقوتة التي تهدد الكثير من الأسر والعلاقات العاطفية والزوجية ،كما اصبح مؤخرا أحد الأسباب الرئيسية للانفصال بين الزوجين.
ويعني هذا المصطلح انعدام أو غياب لغه الحوار بين الزوجين فيصبح الصمت هو سيد الموقف فيما بينهما ويصبح هذا الصمت نمطا لحياتهم الزوجية رغم معيشتهم تحت سقف واحد.
وقد ترجع تلك الظاهرة لعده أسباب من أهمها:
▪️عدم الوعي بأهمية الحوار : وكونه مفتاح التفاهم والانسجام والاستقرار الاسري
▪️طبيعة الشخصية : فهناك بعض الشخصيات الانطوائية التي يعتبر الصمت صفه من صفاتها والتي لا تجيد التعبير عن نفسها بالكلمات لكنها تعبر عن نفسها وعن مشاعرها بالصمت أو النظرات أو الأفعال ،لذا على كل طرف في العلاقة ان يتفهم ذلك الاختلاف وأن يمتلك مهارة التعامل مع الطرف الاخر
▪️التنشئة الاجتماعية : حيث ترسخ بعض الأسر في عقول ابنائها منذ الصغر ان مشورة الزوجة والاخذ برأيها يعد سقوط لهيمنة الرجل وانتقاص لرجولته أو قد تجد أن أحد الزوجين او كلاهما قد تربى في أسرة تتبنى نفس فكره الخرس الزوجي ليجد نفسه يكمل مسيرة ابويه بالتوريث.
▪️الخبرات والتجارب السابقة : فكون الصمت والخرس سلوك انساني فقد يكون ذلك السلوك متأثرا بخبرات وتجارب سابقه مر بها الفرد في حياته.
▪️أسباب اقتصادية : فإن الضغوط المادية والظروف المعيشية التي يعاني منها الزوجان والسعي نحو توفير حياة كريمة لأسرهم قد تكون سببا في الانشغال المستمر والغياب الشبه دائم خارج المنزل مما يؤدي الى افتقار الوقت لإدارة حوار بين الطرفين. وأحيانا ما يتجنب أحد الطرفين إقامة حوار لعدم رغبتهم في التطرق او التحدث عن الأزمات المادية التي يمرون بها ،وهنا على الزوجة مراعاة ما يمر به الرجل وما يتحمله من اعباء ومسؤوليات ،فعليها أن تتحين الفرص والاوقات المناسبة للحديث معه ومناقشة مشكلاتهم.
▪️عدم وجود اهتمامات مشتركة بين الزوجين : فإن الاهتمامات والهوايات المشتركة بين الزوجين كفيله لخلق حوار وخلق جو من التفاهم والانسجام والمتعه بينهما
▪️انعدام لغه الحوار : فمن المفترض أن يبنى الحوار بين الزوجين على الاحترام والتقدير المتبادل والاصغاء الجيد وتقبل اختلاف وجهات النظر والاعتراف بالخطأ وثقافة الاعتذار إلا أن في بعض الاحيان يحل محلهم التبرير المستمر واختلاق الاعذار والقسوة في الحديث والعدوانية في النقاش والعنف اللفظي او الجسدي
▪️مفاهيم ومعتقدات خاطئه لدى الطرفين : قد لا يثق الرجل بقدرة زوجته على ايجاد حلول لمشكلاتهم مما يشعره بعدم جدوى الحديث والحوار معها ،كما أن الزوجة تعتقد أحيانا ان صمت الرجل يعني فتور الحب بينهما مما يجعلها تسييء التعامل مع صمته وتصر على اخراج زوجها عن هذا الصمت فتسييء اختيار الوقت المناسب لاقامه الحوار معه
▪️انكار وجود مشكلات : من الطبيعي أن تمر أي علاقة زوجية بالمشكلات لكن ليس من الطبيعي أن يتجاهل الزوجين هذه المشكلات وتأجيل مناقشتها وايجاد حلول لها إلى أن تتراكم وتتفاقم وتصبح أزمات مزمنة نتيجه لرفض الحوار والحديث عنها
▪️الروتين : بعد مرور عدة سنوات على الزواج قد يتسرب الملل للحياه الزوجية فنرى أن لغه الحوار فيما بين الزوجين تتناقص تدريجيا إلى أن تختفي تماما ويسود الصمت ويصاب كل منهما بالخرس الزوجي. لكن على كل من الشريكين تفادي ذلك بمحاولة كسر روتين حياتهم بالخروج سويا لأماكن جديدة او عمل زيارة سريعة للاهل والأصدقاء او التنزه والاستمتاع بتناول القهوة أو ممارسة الرياضة والسفر لفترة قصيرة وغيرها من الأنشطة المختلفة التي يمكن لها أن تعيد الروح لتلك الحياة الروتينية المملة
▪️عدم الكفاءة بين الزوجين : يتسبب أحيانا عدم التوافق الفكري والثقافي بين الزوجين الى الصمت وغياب الحوار والتفاهم فيما بينهم وقد يحدث نتيجه تكبر او تعالي أحد الشريكين كونه اكثر تعليما او ثقافة
▪️إدمان مشاهدة التلفاز او إدمان مواقع التواصل الاجتماعي : إن الإفراط في استخدام التكنولوجيا يزيد من الانعزال عن الواقع والميل إلى الوحدة بينما الحد من استخدامها يساهم في القدرة على ممارسة هوايات جديدة والاهتمام بالجلسات العائلية وجعل الأهل والأصدقاء فى الأولوية دائما.