محمد فؤاد يكتب :مواجهة الغلاء بالصبر والعطاء
العالم كله يعانى من ارتفاع أسعار غير مسبوق فى جميع السلع الغذائية والطاقة بتكلفة انواعها ليس بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لكن توجد أسباب أخرى لا يسمح المقال ذكرها .
المهم كيف يواجه المواطن التحديات الكبيرة جدا والأزمات من ارتفاع أسعار السلع الغذائية كلها والخدمات الضرورية فكيف يعمل المواطن المصرى لكى يحافظ على التوازن والحياة الكريمة السعيدة بالصبر والعطاء ؟ .
على كل انسان يجب ان يتعايش فى الحياة برض تام ويسعد من حوله و يتعلم العطاء والجود والكرم حتى فى الأزمات
ياخذ الحياة ببساطة رغم صعوبتها .
يعمل ويكد و يجتهد ويرضى بما قسمه الله له حتى ينعم بنعمة الرضا .
دعونا نتحدث فى مقالنا هذا مواجهة الغلاء بالصبر والعطاء
من اجمل الصفات الصبر على البلاء صفة جميلة موجودة عند الكثير من الناس هى العطاء والجود والكرم رغم معاناة ومواجهة التحديات والازمات
من وجهة نظرى المتواضعة مفهوم العطاء هو تقديم منفعة مشروعة لكل محتاج لها مثل المال والطعام والملابس وكل ما يحتاج إليه في حياته اليومية، ومن المعلوم أن صفة الكرم عكس البخل، وهو من أشرف الصفات التي قد يتحلى بها إنسان فكل كريمٍ يُخلّد اسمه، وقد امتدح النبي الكرم والكرماء وأخبر التاريخ عنهم وقدّرهم أعظم تقدير، كما ورد ذكر الكرم في الشعر العربي، فليس لأفراد المجتمع سعادةٌ ولا اطمئنان ولا حلاوة ولا سلام، ولا استشعار للراحة والرخاء إلا بالكرم، فالكرم هو استشعار روح التعاطف والتراحم، والشعور بالغير في أوقات سعادتهم وشقائهم، وبذلك يصبح المجتمع قوة مترابطة وبنيانًا مرصوصًا يشد بعضه بعضًا، خاصة وأن الميسورين في المجتمع يُغدقون على الفقراء والبؤساء، ويخففون عنهم عوزهم وفقرهم، ويشدون أزرهم بما فتح الله عليهم. الكرم من الصفات المحمودة بين الناس، ولكن ينبغي الحذر من الإفراط في هذا الأمر حتى لا يتجاوزه ويصبح من التبذير، أو أن يكون المرء كريمًا على الآخرين لدرجة لا تُبقي له شيئًا من المال الذي ينفقه على أبنائه وزوجه، ومن المسلمات أن الأقرباء أولى بالمعروف، فلا ينبغي الإنفاق على الآخرين بينما تعلم أن هناك من يمر بضائقة مادية شديدة كالأخ والأخت أو الوالدين والأبناء، إذ لا بأس من العطف والكرم مع من يحتاج إليه ولو بالقليل، ولكن لا ينبغي نسيان من هم أولى بذلك الإحسان. إنّ للكُرماء أجرًا عظيمًا عند الله، فقد يفكون كربة إنسان يحتاج إلى المال أو يسهمون في تعليم شخص ما يحتاج لدفع نفقات ومصاريف دراسته ويُقعده العوز عن إتمام ذلك، فما يلبث أن يجد يدًا تمتد نحو بالعطاء فيدعو لصاحبها بالخير الكثير، ولا يخفى علينا جميعًا أن الرجل المعطاء يجد حلاوة عطائه في كل خطوة يخطوها في حياته، وبذلك يكون الله تعالى قد أكرم الكرماء برحمته وفضله. بين الكرم والجود والعطاء إنّ الفرق بين الكرم والجود والعطاء ليس كبيرًا، ولكن له مجالات متعددة فمنها ما يكون في المال؛ إذ يبذل الإنسان كل ما يملك من أموال، علمًا أنّ العطاء لا يكون في المال فقط وإنما في أشياء أخرى ينتفعون بها؛ كالذهب والفضة والأنعام والحرث والخيل وكل ما يؤكل أو يشرب أو يلبس أو يستخدم للركوب أو يسكن فيها، أو دواء يمكن التداوي به، أو أن يكون الكرمُ في دفع الضرر والبأس عن الغير، كما يكون الكرم والعطاء بالعلم والمعرفة؛ فنرى كثيرًا من الناس لديهم من العلم والمعرفة، لذا تراهم يعلّمون الناس بما يعرفون ولا يبخلون عليهم بمعلومة كبيرة أو صغيرة، ومنهم بخلاء لا يحسنون إلى أحد ولا يعطونه من علمهم شيئا وإنما يستأثرون بالعلم لأنفسهم ظنًا منهم بأنه حصر عليهم. يكون الكرم والعطاء في النصيحة أيضًا.
فمن الناس من يبخل على أخيه الإنسان بالنصيحة وبما يعلم من عبارات نصحٍ تنفعه في دنياه وآخرته، ولكن الناصح الأمين يقدم لسواه النصح بكل حب وتفانٍ، ولا يعجبه وقوعه في الخطأ فيُغدقُ عليه من الكلام ما يعينه على تركِ المعاصي والآثام وكل ما فيه ضرر عليه، وما أجمله من كرمٍ حين يبذلُ المرءُ نفسه، فالجواد الكريم يعطي من كل ما يملك حتى من حنانه وحلو كلامه وسماحة وجهه، كما يعطي من وقته وراحته ويلقي سمعه ويصغي للآخرين ويحبهم ويرحمهم ويدعو ويتشفع لهم، ومن أشكال الكرم أيضًا العطاء من خلال مقدرة الإنسان وطاقاته.
الإنسان الكريم الجواد يقدم المعونة، كما يقدم خدماته للآخرين ويُعطيهم من جهوده ويعينهم في ما يمتلك من الدواب والسيارات التي يمكن للآخرين حمل أغراضهم عليها، كما أن إماطة الأذى عن الطريق وعن المرافق العامة هو شكلٌ من أشكال الكرم والأخذ بأيدي العاجزين نحو بر الأمان، والقيام بأعمالهم والسعي في مصالح الناس والتعب من أجل تقديم المساعدة لهم والسهر في خدمتهم، ومن أرقى صور التضحية أن يصل الإنسان إلى مرحلة التضحية بحياته كالمجاهد الذي يجاهد في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة دينه و ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى.
“كاتب المقال مهندس محمد فؤاد عبدالعزيز خبير الطاقة ومحاضر معتمد من مركز الدراسات الاستراتيجية ومدير عام تنفيذى بإحدى شركات وزارة البترول”