محمد عبد النور يكتب: دعوة للرحمة
يقينا .. لا يجب أن يأخذنا الاستغراق فى جدل حول طبيعة الأزمة التي تمر بها مستشفى علاج سرطان الأطفال 57357 و ان كانت بسبب فساد ادارى و مالى أو بسبب ارتفاع التكلفة بشكل غير مسبوق و نقص مفزع فى عناصر العملية العلاجية و كان قد دار حوار بينى وبين الراحل العظيم الصديق الاستاذ وحيد حامد عندما أثار قضية الفساد المالى والادارى فى المستشفى و حدثته عن مخاوف من عزوف المتبرعين عن الاستمرار فى التبرع لعلاج سرطان الأطفال بعد فتح الملفات فقال لى فورا و هل تشك فى انسانية المصريين اغنياء و فقراء و رحمتهم بالضعيف و المريض فما بالك بالاطفال ؟ قلت فورا ابدا والله.
صحيح ان هناك شكوك عظيمة فى مسارات أنفاق التبرعات وهذا لا يجب أن يترك على حاله ، وصحيح ايضا ان الازمة الاقتصادية غير المسبوقة التى نمر بها الان قد طالت كل القطاعات و كل الطبقات الاجتماعية و لم تترك شبرا واحدا فى بر مصر .. الا اننا امام أطفال مصريون يصارعون وحدهم المرض اللعين ..و امام البسطاء من الأسر العاجزة تماما على تحمل تكاليف وأعباء علاج هذا المرض اللعين ولا تملك الا الدعاء.. و هذا ايضا لا يجب أن يترك لحاله.
لا اتصور ان يوجد ضمير مصرى واحد يستطيع التعايش مع توقف مستشفى علاج سرطان اطفال عن تقديم خدماتها العلاجية المجانية لاطفال و أسر طامعة فى كرم الله اولا و انسانية المصريين ثانيا فى منح أطفالها فرصة حياة .. و لا اتصور ان تُغلق ابواب مستشفى علاج سرطان الأطفال و معها تُغلق ابواب الرحمة و الخير و الثواب والأجر عند الله .. ابواب العبور الى الجنة.. تُغلق فى وجه المصريين.
ادعو كرماء المصريين ، الأغنياء منهم و البسطاء ممن يتبرعون لمستشفي علاج سرطان الاطفال لعدم التوقف عن ارسال تبرعاتهم الكريمة لعلاج الاطفال .. و اطلب ممن في قدرته التبرع ولو بمبلغ ضئيل حتى تستمر المستشفى وتستطيع أن تؤدي خدمة العلاج المجانية.. بغض النظر عن الأسباب كما قلت.. فالحساب آت لا ريب فيه.
فى الوقت الذى يجب أن تسارع فيه الدولة بالتدخل بما لديها من أدوات ناجزة بداية من توفير مستلزمات علاج الأطفال و حتى الدعم المالى بإشراف منها.. وايضا بغض النظر الآن عن أسباب أزمة المستشفى التى لا يصح ان تتوقف خدماتها او تُغلق ابوابها .. و ضمانة استمرارية علاج الأطفال من السرطان فى المستشفى هى فى حقيقة الامر واجب انسانى (متبرعين و دولة) باب للرحمة .