مقالات الرأى

عماد عبد البديع يكتب : سؤال بدون جواب !

0:00

تعودت حينما أخلد إلى النوم أن أدير المذياع على إذاعة القرآن الكريم، وكنت أستمع في ذلك اليوم إلى آيات من كتاب الله المجيد حول قضاء الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل بالفساد في الأرض مرتين، ووعد الله سبحانه وتعالى بالنصر لعباده المؤمنين، وبينما كنت أستمع الى قوله تعالى: فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم رجالا لنا أولي بأس شديد فجاثوا خلال الديار ، وكان ذلك في نفس الوقت الذي كانت تطالعنا فيه شاشات التلفاز ونشرات الأخبار باغتيال السنوار وهو يقاوم ويجاهد العدو الصهيوني حتى آخر لحظه من حياته عكس ما كانت تروج له الدعاية الصهيونية الكاذبة من اختباء السنوار في الأنفاق ..

كان السنوار المطلوب الأول لدى اسرائيل، والتي رصدت مكافئة مالية تقدر بنص مليون شيكل اسرائيلي لمن يدلي بمعلومات عن السنوار أو من يساعد في الوصول إليه حيا أو ميتا .. ويعد السنوار – ذو الوجه الصارم والذي يعمل له الجيش الإسرائيلي الف حساب- مهندس هجمات السابع من أكتوبر .. ولكن ماذا حدث بعد مقتل السنوار؟

بعد مقتل السنوار دار الحديث في جميع الأوساط السياسيه سواء في تل ابيب أو في امريكا حول اليوم ما بعد الحرب في غزة، ودارت جميع الأحاديث حول أن الظروف أصبحت مواتية لعقد صفقة استعاده الرهائن ووقف الحرب دون أي حديث عن القضيه الفلسطينيه او عن إقامه الدوله الفلسطينيه….

الحقيقه منذ بدايه الحرب والشيء المؤكد والواضح للجميع أن نتنياهو لم يعر قضيه الأسرى أي اهتمام، وإنما وجد الظروف مهيأة وكانت فرصة له لبسط افكاره ومشاريعه التوسعيه وافكاره التوراتية وأطماعه الإستيطانية في المنطقه وإقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل….

جميع التجارب التاريخيه أكدت ان الإسرائليين لا يتفاوضون الا تحت ضغط القوة، فنحن لم نسترد سيناء منهم الا بعد أن خضنا حربنا المسلحة ضدههم ولي ذراعهم وارغامهم على الجلوس الى طاولة المفاوضات، والدليل على ذلك ان اسرائيل رفضت معاهده روجرز للسلام قبل حرب 73..

كما أثبتت جميع تجارب التاريخ أننا انتصرنا فقط على العدو عند توفر عنصرين أساسيين وهما : الاتحاد والقوه؛ القوه في جميع المجالات الاقتصاديه والسياسيه والعسكرية، والاتحاد في مواجهة العدو … وهو ما نادت وتنادي به مصر دائما من ضرورة اتحاد اللحمة الفلسطينية، والوحده بين حماس وفتح وجميع الفصائل الفلسطينيه حتى نستطيع توحيد كلمتنا في مواجهة العدو الصهيوني واسترداد أراضينا المحتلة …

ويبقى السؤال الملح الذي لا أجد له إجابه حتى الأن، هل كل الدم الفلسطيني لعشرات الآلاف من الشهداء ومئات الالاف من المصابين ليست ضريبة كافية لإيقاظ ضمير العالم لمجرد التفاوض حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة … يبقى هذا سؤالا حائرا بدون إجابه..

زر الذهاب إلى الأعلى