منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال | الأراجوز

حلقات اذاعية يكتبها| رشدى الدقن

0:00

«الأراجوز.. الأراجوز.. والبنت اللى اسمها “كشكليوز”، يا حلاوتهم، يا شقاوتهم.. أدى حكايتهم هما /هما/ هما الجوز ..
فى المناسبات اللى زى رمضان بيظهر فى مصر حاجات كتيرة مش موجودة فى أى مكان فى الدنيا .. “على رأى اللى قال ” رمضان فى مصر حاجة تانية والسر فى التفاصيل ..
النهاردة هقولك على حاجة كانت بتظهر فى سهرات رمضان ..وبيتلم حواليها كل الأطفال .. واتطورت على مر السنين وبقا لها مسرح مخصوص وناس موهوبة بتقدمه ..واليونسكو ضمتها للتراث الإنسانى .
النهاردة هكلمكم عن “الأراجوز” … سلو بلدنا أن الاراجوز كان سهرة أساسية فى أماكن كتير جدا طول رمضان ..وكنت هتلاقيه فى المدن الكبيرة فى والريف والصعيد.
“الاراجوز” بيتصنع من الخشب أو عجينة الورق ودلوقتى كمان بيتعل من البلاستيك … لكن شكله واحد فى كل الاوقات .. نفس الراس الصغيرة والعينين السود والطربوش او الطرطور الأحمر..ودى كانت مهنة بيتوارثها الأجيال وبتتنقل من الاب للإبن .. وكلها حكايات شفهية مش مكتوبة ..لكن أهم جاجة كانت لازم تميز الاراجوز ان يكن دمه خفيف وسريع البديهة وبيعرف يغنى ويعرف يرد لو حد سأله من الجمهور على اى حاجة …
ولأراجوز من مواهبه انه يتكلم بالعامية وحافظ كل النكت اللى ممكن تتقال ..وبيعمل قفشات دمها خفيف مع الجمهور .. وكل حكاويه لازم تنتهى نهاية سعيدة يعنى مع الجمهور.
ومن أهم ادوات الاراجوز حاجة كده بيسموها “الامانة” لاماة دى هى لسان الاراجوز .. هى اللى بتخلى الفنن يتكلم بلسان الاراجوز … ودى قطعة معدنية وعليها شريط قطن وتحت الشريط قطعة تانية من النحاس او السلستين وملفوف عليه خيط ..ودى كانت مقاسها حسب مقاس لسان الفنان وبيحطها على لسانه فيتكلم بصوت الاراجوز ..وبيتقال أن سبب تسميتها الامانة انها ما بتنطثض غير بالصدق .. يعنى الفنان اول ما بيحطها على لسانه ما بيكدبش ابدا …ولو حاول يكدب صوته ما بيطلعش .
وفيه كلام تانى بيقول ان الامانة جاية من حكاية توريث اللعبة من الاب للابناء والاحفاد ..وان الاب كان بيختار واحد بس من لاده شايف انه الاكثر موهبة واللى يستحق يكمل فى المهنة ويديله اللسان “الامانة ” علشان يشتغل بيه.
“لاراجوز” كان لازم يبقى معاه شخص بيسموه ” الملاغاتى” ودى جاية من ان شغلته يلاغى الجمهور ويكون حلقة الوصل بينهم وبين الاراجوز..
“مساعد الأراجوز”، ا الملاغاتى لازم يكون عنده موهبة فى العزف على الطرومبيطة او الطبلة البلدى ويكون دمه خفيف وحافظ كل نمر الاراجوز.
“طيب الاراجوز ظهر ايمتا وليه ازاى”.؟
“الاراجوز” وطبعا دى مش مفاجأة ليه ولا ليكم .. اصلها مصرى قديم … جدودنا قدماء المصريين همه اللى اخترعوا لعبة الاراجوز .. وعلى رأى اللى قال … كانت نفس الشكل اللى عارفينه دلوقتى ..دمية خشب وشها مرسوم ولابسه طرطور احمر ..وكانا بيسموها «أرجوس» ..والاسم ده باللغة المصرية القديمة معناه حرفيا «بيقول كلام معين »، ومنها اشتقت كلمة «أراجوز» .. والفن الساخر الجميل ده انتشر جدا في أواخر العصر المملوكي وأثناء الغزو والاحتلال العثماني لمصر.
و الأرجوز وقتها كن بيظهر فى الشارع على القهاوى فى السهرات الرضانية غيرها ..وكان بيقدم نتقادات للمشاكل اليومية عند المصريين وبيقدم لها حلول لطيفة ..كان فعلا فى وقت من الاوقات هو التسلية الوحيدة المتاحة للمصريين ..والاطفال حبوه بجنون بقوا يلفوا وراه الشوارع والحوارى وحافظين كل اغانيه وبيرددوها معاه .
“الاراجوز ” بنفس شكله وصوته وحكاياته مستمر معانا لحد النهاردة وكان السبب الرئيسى فى تأسيس مسرح العرايس الشعبى سنة 1960 ..واللى اتأسس على يد الفنان الكبير الراحل محمود شكوكو .. واللى كان بيلبس نفس زى الاراجوز الجلابية والطاقية اللى شبه الطرطور ..وبيقدم منولوجات فى منتهى خفة الدم ..مش بس كده “شكوكو” استفاد من مهنته اللى ورثه عن ابوه وشغله نجار قبل ما يتشهر ..وكان بيصنع الاراجوز بإيده وفيه تحف فنية لسه موجوده لحد النهاردة نحتها شكوكو من الخشب على شكل اراجوز…وبالمناسبة شكوكو رغم الشهرة الكبيرة فى السينما والغناء تفرغ تماما فى فترة الاربعينات لصناعة العرايس الخشب وتقديم فقرات فى مسرح العرايس.
“الاراجوز” كمان عرف طريقه للتليفزيون فى برامج كتير زى شخصية بقلظ مع ماما نجوى اللى ان بيقدمها بصوته الفنان سيد عزمى .
وقدم من خلاله صلاح ابوسيف حكاية فيلمه الجميل الزوجة التانية ..والفنان الكبير عمر الشريف قدم لنا فيلم كامل باسم الاراجوز .
اما اجمل من تحدث عن الاراجوز فكان لاح جاهن وسيد مكاوى فى اوبريت الللة الكبيرة .
“ياحضرة الأراجوز قولى منين ياروحوا المتولى.. إمدح نبينا وصلى عليه” ..
م الآخر وعلى رأى اللى قال ..الاراجوز تراث مصرى اصيل مش هتلاقيه غير عندنا ..وهيفضل مصدر سعادة وبهجة للاطفال والكبار ..فى رمضان وفى غير رمضان .

زر الذهاب إلى الأعلى