عبد المعطى أحمد يكتب: سيف الإقصاء
افتحوا النوافذ للعقول وللحوارات النظيفة ليدخلها هواء نقى، فنتبادل الرأى بالرأى والحجة بالحجة والقول الطيب بالقول الطيب بعيدا عن التشنج والعصبية والتشبث بالرأى. اما المطالبة بإقصاء من يختلف معك فى الرأى فهو خطر كبير يهدد المطالبين به قبل غيرهم، ولنا فيما حدث للاخوان وهم فى الحكم عبرة وعظة عندما سلطوا” سيف الإقصاء” فوق رقاب من اختلفوا معهم وطالبوا باستبعادهم من الحياة، فشربوا من نفس الكأس ومن أعمالهم سلط عليهم.
الحقيقة ليس لها وكلاء حصريون يحتكرون أسرارها وحدهم دون غيرهم ، ومن يطالب بإقصاء غيره سيأتى يوم يطالب آخرون بإقصائه ودوامة لاتنتهى.
أقول ذلك بسبب حالة الشجار التى تغلبت على الحوار وأن هنا لاأتحدث عن القذف والسب وانتهاك السمعة والأعراض، فهذه جرائم يعاقب عليها ،ومواجهتها تكون بالأحكام الرادعة والعدالة الناجزة.
ويحضرنى المتقفون والكتاب فى الزمن الجميل عندما كانوا يختلفون فيستخدمون العبارات النظيفة والتعبيرات الطيبة، دون تجريح أو تشويه أو إساءة ويتقابلون فى المناسبات المختلفة ، فيتعانقون ويتبادلون الأحاديث الودية وتسرى العدوى الجميلة فى بقية أفراد المجتمع، والآن لايحدث ذلك، فالخلاف فى الرأى يفسد الود والقضية بأبشع الألفاظ والعبارات والتنابز بالمساوىء وافتعال الأكاذيب، ويرى كل طرف أنه صاحب الحقيقة ولا يناقش من يختلف معه، بل يطالب بإقصائه وإبعاده!
أقول لهم جميعا: فعلوا التسامح، ووسعوا العقول، واتركوا الهواء النظيف ينعش الأفكار، وأشعة الشمس تدفىء القلوب، والوطن يحتاج إلى العقلاء لضبط حالات الانفلات، أما فى العقائد فعلموا الناس ماينفعهم وليس مايضرهم، ولا تلجأوا إلى مايثير الفتن ويشتت العقول ويمس العقيدة، وعلى حد قول الشيخ محمد الغزالى :”إن ساحب العقيدة المخلص لها لايهنه أن تنتصر عقيدته على يده أو على يد غيره”، ويقول المولى عز وجل:”ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء”صدق الله العظيم.
- الصين التى تفتخر فى كل مناسبة بتقدمها هى البلد الوحيد الذى استطاع أن ينتشل مايقرب من 800 مليون شخص من الفقر المدقع تحت خط الفقر عام 2021 فى الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى.إن ضحايا الفقر فى العالم أكثر من ضحايا الحروب الكبرى التى خاضتها البشرية وأى حرب مهما تمادت بشاعتها لها نهاية إلا حرب الفقراء.
- تشارك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى أوكرانيا فى جهودها لحصر وتوثيق الخسائر والأضرار التى تكبدتها بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة فى أراضيها، وتحميل روسيا بهذه الخسائر والأضرار حسب نوعها، فالخسائر الاقتصادية والمالية وتدمير البنية التحتية يتم خصم تكلفتها من الأصول النقدية والعينية الروسية التى جمدها الغرب ضمن سلسلة عقوباته ضد روسيا، والخسائر البشرية وما يتعلق بجرائم الحرب وغيرها يتم إحالتها للمحكمة الجنائية الدولية، فلماذا لانستغل نحن العرب هذه الفرصة ويتم حصر وتوثيق الخسائر والأضرار التى تكبدتها فلسطين والعراق وليبيا وغيرها وتحميلها للطرف الدولى الذى تسبب فيها حسب نوعها أيضا خاصة أن بعض هذه الخسائر والأضرار مثل جرائم الحرب والتعذيب وقتل الأسرى وغيرها لاتسقط بالتقادم؟!للأسف هم فقط يستطيعون لأنهم يعتبرون أنفسهم الممثل الشرعى الوحيد للنظام العالمى ،وهذا أحد الأسباب القوية التى تدفع شعوب العالم إلى التفكير فى نظام عالمى جديد منصف يمكنها من خلاله الحصول على حقوقها المشروعة.
- فى 31 أغسطس 1942 فشل هجوم روميل على خطوط الحلفاء فى شمال إفريقيا،وفى نفس اليوم من عام 1980 حصل عمال بولندا من حكومتها الشيوعية على حق تكوين النقابات المستقلة والأحزاب (اتفاق دانسك)، وفى عام 1994 تم جلاء القوات السوفتية عن ألمانيا الشرقية، وفى عام 1997 قتلت أميرة ويلز ديانا وصديقها عماد الفايد، وأصيب حارسها فى حادث سيارة بباريس فى نفق ألما، وفى عام 2010 أعلن الئيس الأمريكى باراك أوباما نهاية العمليات العسكرية الأمريكية فى العراق، وأن العراقيين باتوا مسئولين عن الأمن فى بلادهم.
- فى أزمان ماضية كانت التسعيرة الجبرية سلاحا فعالا فى أيدى الحكومات، لكن جرى حظرها تماما كأسلحة الدمار والأسلحة الجرثومية، والفائزون هم رجال الأعمال والرأسمالية ،وليس المواطن العادى!
- لاتنخدع بالمظاهر ، فالجوهر من الداخل قد يصدمك!