عبد المعطى أحمد يكتب: بنت القنصل!
تمر الأيام وهاهو العام الميلادى 2022 يلملم أوراقه بكل ماكانت تحمله من مناسبات سعيدة أو مآسى تمهيدا للرحيل,وتتطلع النفوس عند استقبالها العام الجديد2023إلى أن يكون عاما كله خيروبركة,مع الأمل المتجدد لأن يحقق كل مواطن مايتمناه لأسرته ووطنه,وخلال تلك الأيام يتم الاحتفال بعيد الميلاد الجديديوم 25ديسمبرللطوائف الغربية,ويوم 7يناير للطوائف الشرقية,مرورا برأس السنة الميلادية يوم 1يناير,وهناك نباتات تتم زراعتها وتربيتها خصيصا لتلك الاحتفالات,ويقبل المواطنون على اقتنائها أهمها”بنت القنصل”,أو”البونسيتة”,وتتميز بلون أوراقها الأحمر الزاهى,وذلك ابتداء من أوائل شهر ديسمبروحتى منتصف شهر ينايرمن كل عام,وهى شجيرة قزمية لايزيد طولها على 40سنتيمترا,وموطنها الأصلى المكسيك,وتتزين بها المحال والمنازل,وتترك أثرا نفسيا جميلا لدى الجميع.
ومن النباتات المرتبطة أيضا ارتباطا شديدا بتلك المناسبات شجرة عيد الميلادأو”الأروكاريا”,وتتبع المخروطيات,وموطنها الأصلى جزيرة نورفوك بشرق استراليا,ويتم تربيتها بحيث تأخذ فى النهاية الشكل الهرمى المميز لها,ويتم تزيينها بزينات خاصة متلألئة ذات ألوان مبهجة,ويتم وضعها فى مداخل الكنائس والفنادق والأماكن العامة,وتشيع أجواء من الفرحة والسرور لكل من يشاهدها.
وتتطلع جميع القلوب إلى المولى عز وجل لأن يجعل أيامنا كلها أعيادا يحتفل بها جميع المصريين مسلمين وأقباطا,ويتبادلون التهانى مهنئين بعضهم بعضا تظللهم المحبة الخالصة والنفوس الصافية التى يملؤها الأمل المشرق والمستقبل الباسم لبلدنا الحبيبة.
مازالت خزعبلات التنبؤ والتنجيم تسرى كما هو الحال كل عام فى مثل هذه الأيام,وبمرور الوقت يزداد عدد المنجمين الذين يضحكون على عقول من يصدقونهم, خاصة من ينتظرون أن يهبط عليهم الذهب والفضة قناطير مقنطرة دون بذل أى مجهود أو عمل,لكن أن يصل الأمر إلى حد تحديد الأيام المناسبة لقص وفرد وتلوين الشعر,وأفضل الأوقات للبيع والشراء حتى أيام عمل كشف النظارة,فهو قمة الاستهتار بعقول البعض,ومن يصدقون هذه الخزعبلات, ويعملون بها يتناسون الحديث الشريف:”كذب المنجمون ولو صدفوا”
الدولار أصبح يمثل مشكلة فى حياة المصريين بيعا وشراء,بل أصبحت تجارة الدولار من أهم مصادر الدخل لدى بعض الفئات,وأصبحت السوق السوداء منافسا خطيرا للاستثمارات,وقد ظهرت فئات أدمنت تجارة الدولار,وهذه الفئة جعلت الدولار سلعة للمضاربات وتحقيق الأرباح السريعة,ومشكلة الدولارلها أسباب معروفة,ولها أيضا حلول معروفة,والصناعة والزراعة من أهم الحلول,وتشجيع السياحة وقناة السويس أيضا,وقبل هذا كله ترشيد الانفاق,ووضع حد لزيادة الواردات,مع تشجيع الصادرات,وفتح مجالات أمام الاستثمار الداخلى والخارجى فى وقت واحد,وقبل ذلك كله فإن تجارة الدولار بيع وشراء تعد من أسوأ مجالات الاستثمار,وقد اعتاد عليها بعض المصريين رغم أنها تمثل أكبر تهديد لاستقرار الاقتصاد المصرى.
أوروبا التى تدفع ثمنا باهظا فى حرب أوكرانيا ترى أن أمريكا التى تقود هذه الحرب فى مواجهة روسيا لاتتحمل الكثير مثل الحلفاء الأوروبيين,بل تبيع لهم الغاز- كما شكا الرئيس الفرنسى ماكرون من قبل- بأربعة أمثال ثمنه فى أمريكا!.
لجميع الشعوب الحق فى تقرير مصيرها,ولها بمقتضى هذا الحق أن تحدد بحرية نظامها السياسى,وأن تسعى فى ظل هذه الحرية إلى تحقيق نموها الاقتصادى والاجتماعى والثقافى,وكانت من أوائل المرات التى جرى فيها استخدام مصطلح”تقرير المصير”فى معاهدة فرساى بعد الحرب العالمية الأولى,وكان الهدف أوروبا تحديداالتى كانت مكونة من امبراطوريات,بينما كان الرئيس الأمريكى الأسبق وودروويل سون من أوائل السياسيين الذين استخدموا هذه العبارة فى خطاباته,وذلك فى الحقبة ذاتها.
وعلى الرغم من عدم اعتراف عصبة الأمم بحق تقرير المصير,انحيازا منها إلى الدول الاستعمارية,فقد قبلت الأمم المتحدة هذا الحق كجزء من ميثاقها فى تعديل عام 1951,حيث أقرالميثاق ب”حق تقرير المصير”,وأيضا بالمساواة فى الحقوق بين الشعوب,ووردت فى المادة55عبارة تقول:إنها تقر هذا الحق”رغبة فى تهيئة دواعى الاستقرار والرفاهية الضروريين لقيام علاقات سلمية ودية بين الأمم المتحدة,مؤسسة على احترام المبدأ الذى يقضى بالتسوية فى الحقوق بين الشعوب,وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها”,وتعد التوصية الصادرة عن الأمم المتحدة برقم 1514(15)حول منح الاستقلال للشعوب والأقاليم المستعمرة فى 14ديسمبر 1960النص الأوضح والأكثر تقدما,حيث جاء فيهاأن”خضوع الشعوب للاستعباد الأجنبى أو سيطرته أو استغلاله يعتبر إنكارا لحقوق الانسان الأساسية, ويناقض ميثاق الأمم المتحدة ويهدد السلام والتعاون فى العالم”.
ليس لى فى برد الشتاء,فأنا لاأرتاح أبدا مع برودة الأيام والأشياء والبشر,وفى أحيان كثيرة يتسلل البرد إلى الأيام ونراها موحشة,وقد يتسرب إلى الأشياء حولنا,ونحاول أن نبحث عن ساعة دفء لاتجىء,وأسوأ الأشياء أن يصبح الإنسان كتلة من الجليد فى الاحساس والمشاعر,والبعض يبحث عن برد الشتاء لكى يغلق أبوابه على نفسه,وهناك من لايستطيع الحياة إلا مع دفء الشمس.