ضاحى عثمان يكتب: شمس الأمل
بعد كلِّ شدةٍ تواجهنا .. لابد أن يأتيَ الفرج ..
وبعد كل ظُلمة ستشرق حتماً .. شمس الأمل ..
وبعد الهموم والأحزان .. لابد أن يأتيَنا الفرح ..
فتعلَّم .. لأنَّك ستظل تتعلَّم حتى آخر عمرك ..
تعلَّم .. أيها الإنسان ..
تعلَّم .. فإنَّك ستظل تتعلَّم حتى آخر عمرك ..
نعم .. إنَّ بعد العُسرِ يُسراً .. إنَّ بعد العُسرِ يُسراً ..
ولكن .. ما تعسَّرت إلا ليأذن الله لها باليسر والفرج ..
إنَّ الدنيا هكذا .. فيها من صنوف كل شيء .. الواسع أو الضيِّق عليك .. أو الوسط ..
فأنت تفرح وتحزن وتضحك وتبكي .. وتجري وتنام وتمشي وتقعد .. وتتكلَّم وتصمت ..
إنَّها دنيانا .. غنيَّة بكل شيء .. ولا شيء فيها يطغى على شيء .. لأنَّها تحوى كل شيء ..
إنَّها عسرٌ ويسر .. وشدَّة وفرج .. وهموم وأحزان .. وأفراح وآمال .. وتفاؤلٍ وتشاؤم ..
ولكن ..
إنَّ بعد كلِّ شدةٍ تواجهنا .. لابد أن يأتيَ الفرج .. وبعد كل ظُلمة تشرق شمس الأمل ..
وإنَّ بعد الهموم والأحزان .. لابد أن يأتيَنا الفرح .. والسعادة والبهجة والحبور والسرور ..
ولكن .. تعلَّم .. أيها الإنسان جيِّداً .. تعلَّم أيها الإنسان يقيناً .. إنَّك لن تحوز فيها شيء ..
ولابد لك أن تتحلَّي بالصبر والبال الطويل .. فتؤمن بقضاء الله وقدره وتسعد بما تناله ..
فإنَّ كل شيء في هذه الحياة بيد الله سبحانه وتعالي .. وأنت فقط عليك أن ترضى ..
فالحزن حولك لن يدوم .. لابد له يوماً أن يزول .. ويحل محلَّه الفرح والبهجة والسرور ..
وتعلَّم شيئاً .. أيها الإنسان .. إنَّ الصدق كنز لا يفنى .. فحاول أن تقتنيه وتحافظ عليه ..
وأنَّ الصداقة كنز آخر ثمين .. يدوم بالعطاء من الطرفين .. فاقتنيه وحافظ عليها ..
ولكي تأخذ من صديقك .. لابد لك أن تعطيه .. بمقدار ما تأخذ منه أو تزيده أضعافاً ..
فأحب صديقك وأخلص له .. ولا تحاول أبداً أن تخدعه .. أو تتلاعب به وبمشاعره ..
ستحتاج حتماً للصديق في وقت الضَّجر والضيق .. فاستعد لهذا الضيق بالصديق ..
وحاول دوماً أن تحافظ علي مصداقيتك معه وإخلاصك له .. لتستمر رائعاً إلى الأبد ..
تعلم أيها الإنسان .. أن تبكي حينما تشعر بحاجتك للبكاء .. فبالبكاء يجلب الرَّاحة ..
وإيَّاك أن تسجن دمعتك .. فإن سجنتها ستكون أنت السجَّان .. وستشعر بالحزن ..
لا تعوِّد نفسك أن تكون سجاناً لدموعك .. فأخشى عليك أن تكتئب طوال حياتك ..
لذا لا تكتمها أبداً وأفرج عنها وابكي .. فالبكاء راحة للنفس .. ولكن لا تبكي أمام غيرك ..
أبكي على نفسك .. وبينك وبين نفسك .. لأن البشر للأسف لا يعترفون برجلٍ يبكي ..
فكل منهم فيه شيء من كبرٍ أو غرور .. وسيفسر بكائك بما يحلو له .. وبما قد يُضيرك ..
فحاول أن تبكي وحدك في جوف الليل .. دون أن يراك الناس حتى لو كانت زوجتك ..
وحاول دائماً أن تمسح دمعتك قبل أن يراها الآخرون .. غريب عنك أو قريب منك ..
فدموعك .. إنَّما تروي بها بستان إنسانيَّتك .. فتورق وتزدهر مشاعرك النَّبيلة ..
ومن يروي بستان إنسانيَّته وحياته .. بمثل هذا الفيض الوافر من الرِّقّة البشرية ..
حتماً .. ستجعله إنساناً بمعنى الكلمة .. ولذلك الآن يقولون : إن الدموع تُريح القلب ..
فأرح قلبك .. وأرو بستان أخلاقك بشيء من الدموع .. لتُرقِّق مشاعرك الدَّفينة ..
وتُعلن عن آدميَّتك .. بين الناس .. وتعاملك الرَّاقي بينهم بأخلاقك العالية .. فتعلَّم ..
لأنَّك .. أنت أو أنا سنتعلَّم .. وسنظل نتعلَّم حتى آخر العمر ..
وحتماً .. وبكل تأكيد .. سينتهي العمر دون أن ينتهي العلم ..