صفوت عباس يكتب : (٣٠ يونيو ..٣٠ مليون ثائر)
في السنه ٢٠١٢_٢٠١٣ كان الجو خانقا مكتظا باليأس محملا بالقنوط يملؤه غبار الانكسار ويحيط به غلاف محكم من الضباب الخانق المعتم، ومع كل هذا كانت بقايا جمرات الامل المطموره تحت رماد الاحساس بالخيبه _كانت _ ترسل بريقاً خافتا بأن الضباب سينقشع وان هواء جديدا سيطرد الذي خالطه الزيف والكذب والخداع وهذا ما ابقي الحياة لدي عموم الكتله المصريه الصلبه الصامده.
في حديث مع صديق عن ماجري وماسيجري اتذكر انني قلت له (الناس دي مش هتطول في بلدنا) ليس علماً بالغيب لكن اليقين كان ان الله لن يضيع كنانته في ارضه ولن يضيعنا نحن البسطاء الذين لانرتجي غير مصر الوطن والدار والجار والجدار ولم نحلم بغير حدود الستر فيها ولم نحلم بان نبتلعها او نكون من نجومها او ان نتهافت علي غنيمه مختلسه من دم اخوتنا فيها، وربما من باب اليقين بانه لايصح الا الصحيح،
بعض الامل آنذاك كان يصنعه حاله الفشل العميق الذي اظهرته اداره الدوله فتحولت الي اداره الشله وفي اللاحق ظهر ان المصابون بالحنين للماضي والباكين علي القديم الرخيص قد تخطوا هذه الفتره من حنينهم وتجاوزوها الي فتره اسموها بايام ابو علاء وترحموا علي اسعارها مع ماتحمله التسميه (ابو علاء) من سخريه دفينه من صاحبها مغلفه بالشوق الي اسعار ماقبل التضخم التي اسقطت سيليكون فالي بنك بحشوده الماليه التي يمكن ان تفكك ازمه دول وذلك في سياق مقارنات عاطفيه بحته، كانت مصر اقرب لان تقع وكان يصنع الامل ايضا حاله الذين يعضون علي ايديهم اسفا علي خديعتهم وانجرارهم خلف ومع طوفان الشعارات التي اكتشفوا انها فارغه وانهم خوطبوا بعباره يكفيكم شرفا انكم تحبون الاخوان وانهم معنا وقعوا تحت مطرقه تعالي بغيض وتمييز واضح ومشروع الاصرار علي اعتبارهم ليس اكثر من تابع ذليل ليس له الا ان يسمع ويطيع ولا يعي، كل هذا كرس امل ان ينتفض من انتفض دون ان يطلب منه احد ان يثور وان يحتشدوا بالملايين دون ان يعنيهم او يعتبروا للظهور في كادر صوره تغطي ميادين وشوارع في كل مكان ظهروا فيه كنقاط مضيئه صنعت حشود جباره لتزلزل عرش اصر من اعتلاه في غفله من الزمان اصر الا ان يكون عرشاً هزيل من سراب.
اي جهد من جهه ذكيه او نخب او متصدري المشاهد كان سيفشل ان يصنع هذا الحشد الهادر من كتله مصر الصلبه التي لم تنضو تحت لواء حزب او كتله او حركه فهي اكبر منها جميعا وانتفضت تلقائيا لتسترد مصر من وكر طيور الظلام لكن صنعه يقين الملايين بان مصر يجيب ان تعود فعادت وانها بإذن الله باقيه علي ارضها وفي ضميرهم ووعيهم رغم عواصف الشده والقله. قد يستهجن البعض كلماتنا التي لم تتبدل من ٢٠١١ للان واليهم نسوق ان من الخطر الذي كان ان تحكم مصر جماعه بميليشيا وقد اظهر الزمان ان الميليشيات يمكن ان تسقط دوله بحجم دوله الدب (بوتن) لولا ان تجاوزها بموائمات قد لاتتوفر لدول مسكينه كجيراننا في السودان وليبيا والمثال ليس ابله كما قد يسوقون عند تذكرتهم باي مقارنات، ومعه يحشرون مع انكار متعمد يقولونه علي مضص واستحياء ان مصر عصيه علي السقوط بجيشها وشعبها وهو الحقيقه التي افلحوا ان صدقوا فيها لانه لا مجال لانكارها.