مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : ( مولد سيدي الثانوي.. ضحك وبكاء)

خريج الجامعة الذي لايستطيع كتابه ورقه بحثيه شافيه ضافيه في موضوع من تخصصه نظريا كان او تطبيقيا مع مقدمه بسيطه لها بلغه اجنبيه وقدره علي تفعيل بحثه ان لم يستطيع هذا فعليه رد الورقه التي تثبت انه يحمل شهاده عليا، تُري اي نظام تعليمي يستطيع ان يقدم هذا !؟
في كل عام وبانتظام من شهر مايو وحتي سبتمبر يَعْمُر مولد الشهاده الأشهر في مصر “الثانويه العامه” والذي يبداء من الاعداد للامتحان وطريقته وتصحيحه حتي انتظامه وتسربه وصعوبته ورأي التلاميذ وذويهم والمعلمين و خبراء المناهج والامتحانات وتحتل الاخبار عنه كل مكان تنشر فيه اخبار واشهرها واكثرها روادا وجماهيريه السوشيال ميديا، ثم تاتي النتيجه بين متفوق ومن خاب رجائه وبين نتيجه شبه متماثله وبدرجات عاليه في لجان ما وبين نتائج صفريه تستدعي تظلم اصحابها من التصحيح
التفاصيل كثيره وممله بدرجه خانقه، ومايلفت النظر ان الميديا طيرت اخبار نتائج كارثيه بنسب نجاح تتراوح من ٢٠ الي ٣٠ الي ٤٠ ٪ بالفرقه الاولي بكليات طب اسيوط وسوهاج وقنا مما استدعي نتيجه الثانويه العامه العام الماضي في محافظه بوسط الصعيد سجلت اكثر من لجنه بها نتائج تخطت ٩٠٪ لجميع الطلاب الذين التحقوا بالتبعيه بهذه الكليات التي سجلت النتائج المؤسفه والذي يقطع بان نتيجه تلك اللجان كانت علي اساس غير منطقي ومايخدم عليه من وسائل اليكترونيه لإيصال الحل داخل اللجنه لهوؤلاء الطلاب !!
السنه الاشهر في سنوات التعليم في مصر هي السنه الثانيه عشر المسماه الثانويه العامه وشهرتها ليست وليده اللحظه لكنها قديمه وان كان اللغط عنها قديما اقل لافتقاد قنواته وربما احتلت هذه السنه مكانتها كونها الباب الاشهر والاوسع لمنظومه التعليم الجامعي وهو جزء من فكر مجتمعي كان يعتبر الجامعه بابا للوجاهه الاجتماعيه لخريجها وذويه اذ تحقق وضعا وظيفيا لائقا يحقق اشباعا للطبقات العليا ويرتفع بمن يقبع في طبقه دنيا الي دائره الضوء والاشباع النفسي والمادي.. قديما كان من يمر بشهاده عاليه يطلق عليه (متعلم) بمفاد انه اكتسب عقلا واعيا مستنيرا قادرا علي الرؤيه والحل والتنظير المستند لما رسخ به من علوم ومهارات وماتكون لديه من افكار، واظن ان الان سندخل في منطقه جدليه عقيمه اذا ناقشنا هذا في اطار منظومه سقطت اهم جوانبها وهي المدرسه بكافه مراحلها كحاضنه لمنظومه التعليم ومعبر عنها وحاويه للإدارة والمعلم والتلميذ وعليه جد نظام تعليم مواز شارك في صناعته بجداره المعلمين واولياء الامور في ظل غياب اي دور للمدرسه الا من كونها مكانا لتسجيل اسماء التلاميذ ومكانا يحصل منه المعلمون علي اجورهم التي لاتقارن بما يجنونه من نشاطهم بالدروس الخصوصيه.
في وقت ما كان النظام الامتحان بالثانويه العامه يفيد معه نظام الصم ويحقق معه نتائج عاليه وهذا العام عندما تطور شكل الامتحان الي شيئ يستدعي الفهم والتمحيص والدقه والتركيز خرج الذين تدربوا وحتي معلموهم الذين دربوهم علي الامتحان المحفوظ عن الخط لتتلاشي الأرقام الفلكيه لنتائج التلاميذ وتعرضنا عبر الميديا لعباره (معلمين لم يستطيعوا حل الامتحان او اختلفوا علي حله) وعليه نخلص ان اعاده التعليم لدوره في صنع عقل ووعي وفهم يواجه الحياه ليعيشها ويغيرها ويطورها يستلزم اعاده المدرسه والمعلم وحتي الاسره لجاده دورهم وقديمه ويتطلب اخراخ من الفهم العام ان التعليم للتوظيف الي التعليم للتعليم وعندها ستبحث الوظيفه والوجاهه والثروه والبريق عن المتعلم وسيصبح مولد الثانويه العامه مناسبه بسيطه للاحتفال وليس للبكاء وللاتهام والتظلم.

زر الذهاب إلى الأعلى