صفوت عباس يكتب : ( ممكن جدا ان يترك ذيل الحكومة..تمكين خير من دعم)
في حوار فيلم عماره يعقوبيان ٢٠٠٦ والذي لا اتفق مع مواقف كاتبه كليا وردت عبارة (الشعب المصري ماسك في ديل الحكومه كانها امه اللي خلفته…….).. لا ادري كيف مر هذا الفيلم رغم التضييق المشهور عن فتره ماقبل ٢٠١١ والذي افلت منه ايضا فيلم (صرخه نمله) ربما كانت علامات شيخوخه نظام تلك الفتره او ظن الرقيب انه يحكي عن الطبقيه بشيء من المناظر او تنفيس مقصود.
ان يمسك الشعب بذيل الحكومه اقتصاديا ونفسيا وتواكليا ربما ناتج عن فتره التحول الاشتراكي مابعد ١٩٥٢ التي كانت معبرا قويا ضد حاله التغول لطبقات الاقطاعيين والراسماليين و الاحتكاريين ومجموعات خدامهم من شيوخ البلد والعمد ونظار الدوائر وكبار الموظفين والذين اثروا من فتاتهم ثم من صلب مالهم الذي تصرفوا فيه ببيوع وهميه اورمزيه هربا من التاميم والاصلاح الزراعي بعد ٥٢ فكان ان قدمت الحكومه ذيلها للشعب المطحون حينها ليمسك فيه فكان ان قدمت الدعم شبه الكامل في خدمات الغذاء والصحه والتعليم والنقل والاسكان والتشغيل في المصانع والدوائر الحكوميه او باتاحه ارض زراعيه من قانون الاصلاح الزراعي او مشروعات الاستصلاح الزراعي بدايه من وادي خريت والنقره باسوان وحتي الصالحيه والنوباريه والبناجر في شمال مصر.
هذه الحاله من الرعايه الكامله ولدت حاله من الاعتماديه والتواكل لدي من استفادوا منها من الغالبيه العظمي من الشعب وخلفت حنقا كبيرا لدي من تأممت اموالهم او وزعت اراضيهم ومازالت قائمه عند احفادهم وستظل، ومع الزياده السكانيه وبعض جيوب واذناب الفساد الاداري والمالي عجزت موارد الدوله عن الوفاء بحاله الرعايه الكامله السابقه ومع حالات التضخم وعجز الموارد ومع تطور انماط الاستهلاك لدي العموم من الحاجات الاساسيه الي حاجات ترفيه او شبه ترفيه اتت مع تطور اشكال الحياه في كل الكون اصحبت الرعايه الكامله والدعم الكامل شبحيه الشكل فارغه المضمون ومع سياسات الاصلاح الاقتصادي ظهرت الطبقات المستغله القديمه من جديد فحدثت انتكاسه نفسيه واقتصاديه عند من تعودوا علي الرعايه والدعم الكاملين الامر الذي قامت معه الدوله بعمليه دعم جديد عبر عقود وتمثل في معاشات التضامن الاجتماعي ومعاش السادات التي تحولت مؤخرا تكافل وكرامه تتلقاه هذا العام عدد 5.2 مليون أسرة، تشمل 22 مليون مواطن بتكلفة إجمالية تبلغ 41 مليار جنيه سنويًا نقدا بخلاف مليارات تنفق لدعم سلعي وفي الطاقه وللخدمات وذلك لاحتواء الفئات الاقل اقتصاديا لكنه دعم اذا قسم علي الافراد يقع في دائره (جهد المقل) الذي يشبه ذر الرماد الذي لاحول ولا حيله فوقه.
ويبقي السؤال (كيف السبيل؟) لحلحله حاله الانفاق الكبير من الدوله وغير المشبع لرعاياها لظروف تعدد وتنوع الاستهلاك ومتطلبات الحياه ولتوحش التضخم ولقله الموارد .
وتكون الإجابه فيما اظن في المثل (لاتعطني سمكه لكن علمني كيف اصطاد!) اي ان تمكين من يستحقون الدعم اقتصاديا باتاحه فرص عمل او منح فرص استثمار ممول مسترد وهذا يستدعي الحصر الجيد المنهجي الواقعي لفرص التشغيل او الاستثمار في الوظائف او الزراعه او الصناعه او التعدين ثم حصر جيد للمستحقين القادرين علي العمل _اي عمل شرعي_والكسب وبحث آليه جيده وعادله لتوزيع الفرص سيحقق هذا خلاصا من ضغط الدعم علي الموازنه وتمكين من يحتاجون لاعاله أنفسهم دونه وتحررهم من الاعباء النفسيه لفقدانه او عدم وفائه باحتياجاتهم والتي تمثل منطقه رخوه لاستغلالهم بعطايا مغرضه او تحريضهم وتوجيههم ثم تحويلهم لقيمه مضافه اولا بتوفير ماينفق علي دعمهم وثانيا بان يكونوا منتجين يحققون الوفره السلعيه التي تعصف بالتضخم وتشكل مواردهم معينا ماليا ضريبيا وحال نموهم نمو انشطتهم يشكلون حراكا ورواجا كبيرا للسوق ومعينا لتشغيل غيرهم ويضمن بالكامل ولاءا تاما لوطنهم لايتزعزع لدي غير المختطفه عقوله منهم واظن انهم سيكونوا هكذا اذا انشغلت عقولهم واوقاتهم بالعمل والكسب وامتلئت بطونهم وجيوبهم وتحولت اعينهم عن النظر المعبأ بحقد الطبقه الي اريحيه نظر المطمئن المبتهل بدوام نعمته.
علي مدي متوسط التعليم الجيد بشرط مخرج جيد يضمن شكلا قويا من اشكال التمكين ومثله الثقافه الجيده والصحه الجيده كلها ادوات تضمن حمايه ذاتيه للمستفيدين منها.
والشاهد لايحتاج الي فحص في ملايين الافراد الذين انتشلوا من هاويه الفقر بمشروعات استصلاح الصحراء وعشرات الالاف من الشباب الذين يعملون عشوائيا في تعدين الذهب في الجنوب ويحلمون باجراء يحمي ويؤمن ويقنن رزقهم ومثلهم من نال تعليما حقيقيا صدر منتجه للخارج.