مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب: بيضه و حجر… فرصه وقدر

قناعه اصيله لدينا سكان اطراف الحياه ومن وضعتهم الدنيا في وضع المتفرجين اننا رهن اقدار الله نشكر ان كانت رحيمه ونلتمس لطف الله في قاسي الاقدار، والجميع يردد عباره (المكتوب علي الجبين تراه العين) و (لايصيبك الا نصيبك) من منطلق قناعه ايمانيه لدي كل العقائد بحتميه نفاذ قدر الله.
فيلم المبدعين محمود ابو زيد واحمد زكي وعلي عبد الخالق (البيضه والحجر) بحكايه الصدفه التي تخلق فرصه اياً كانت جودتها ومشروعيتها والتي في الفيلم حولت مدرس الفلسفه لدجال ذائع الصيت خاصه وانه اجاد استغلالها لطبيعه دراسته التي مكنته من اللعب بمهاره لسبر اغوار النفوس الباحثه عن الغيبيات والوهم ليبيعها لهم مقابل سيول عطاياهم .
رمزيه اللعب بالبيضه والحجر مفادها امر مستحيل ان يضمن سلامه البيضه الرقيقه في تداولها مع حجر صلب _الا _ اذا توفرت للاعب مهاره فائقه تضمن سلامه ادوات لعبه واستمراريه استثماره لها ليحقق ثراءا او اضواء منها.
لكن الصدف في حياتنا جميعا قد تاتي لتحول من يجيد اللعب بالبيضه والحجر وحتي من لايجيد اللعب ليتالق بفرصته فقد تقوده ليصبح علما ثريا او نائبا عبر قائمه اومسئولا خلا المنصب الا عليه او اتي بقرار علي سهوه او قد تجلب له مكاسب لبضاعه راكده رديئه اتي يومها لشح الاصناف الجيده او غلو سعرها او احجام البائعين عن تداولها وقد تسوقه لان يكون منقذا لطفل اوشك ان يغرق او عامل نظافه يطرد من مطعم فتتلقفه الاضواء ويصبح “ترند” تجلب له الاستحسان والعطايا ان استغله صحيحا وقد تاتي الفرصه بارث لغني انقطع نسله الا علي قريب له لم يكن بوصل معه.
قد يصنع البعض فرصهم ببعض التزلف او خفه اليد وطلاقه اللسان وتلون الوجه والاكل علي كل الموائد والفهلوه وقد يسرقونها ممن يستحقها ولايملك ادوات اقتناصها _وللانصاف قد تاتي فرص قليله لمستقيم مجتهد مستحق _ ويتيه فخرا المحظوظون بهذه بالفرص المختلسه غالبا بذكائهم وقدراتهم كما افتخر قارون قائلا (انما اوتيته علي علم عندي) وان كانوا يوقنون بانهم محظوظون بها او سارقوها كما اقسم رأفت رستم في نفسه في فيلم “معالي الوزير لاحمد زكي( اقسم بالله العظيم ان احترم هذه الصدفة و أن أحترم هذه الغلطة التى جعلتني…… وان أُحسن استغلالها وان احافظ مخلصاً على ثبات اقدامي وسلامة منصبي وان ابذل قصارى جهدي لخدمة هذا…….. ) وهذا تكريسا لمبدا اللعب بالبيضه والحجر وان كانت هذه الفرص جالبه لوخزات قاسيه للضمير _ان وجد_ وحامله لمنغصات النوم وصانعه لوجع تصادمات الافكار
وحتي لايكون افراطا في الحيود عن مقدمه الكلام واغراقا في تفاصيل الدلالات الفرص الحلال او المختلسه تاتي في اطار اختيار القدر حسب النص القرآني الشريف
( انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا)
ونص اخر
( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)
ونص حديث النبي صلى الله عليه وسلم
(كل ميسر لما خلق له)
بعض الفرص والصدف المسروقه قد تصعد بصاحبها الي الهاويه ربما لافراطه او تفريطه حتي وان كان يجيد اللعب وتظل الفرص الحلال نجاه لصاحبها وحامله لثواب وماضيه بلا إثم ودائما لايصح ويدوم الا الصحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى