صفوت عباس يكتب : (الماعز.. لاقصه لا مناظر.. سينما سياسه)
” الفيلم ده قصه ولا مناظر ” عباره شهيره يرددها رواد سينما الدرجه الثالثه ( الترسو) عندما لايجدون مايوحي بمضمون الفيلم واضحا في الافيش المعلق بواجهه دور السينما وذلك لمشاهدة الفيلم ان كان يحقق هدفهم من المشاهده وإلا الانصراف عنه لفيلم آخر.
السينما كاداه اتصال طرفاها صانع الفيلم والاخر هو جمهور المشاهدين، كلا الطرفين له هدف كونه طرف اصيل لاتكتمل حلقه الاتصال الا به فصانع الفيلم هو المرسل الذي يبتغي اثرا من صنعته يتراوح بين نفع مادي في السينما التجاريه او افلام الفرجه والتي يتكالب عليها جمهور يهدف الي تسليه وتمضيه وقت وتحقيق متعه بصريه هو محروم من مشاهدتها او به نهم اليها ويصعد الهدف الي رساله ثقافيه او اجتماعيه او دعايه سياسيه تبث عبر قصه الفيلم يقصد منها صانعه تعليم او تثقيف المتلقي (الجمهور) او حتي الثأثير علي افكاره او استمالته لافكار اخري وان كان يطعم قصته بمناظر يبحث عنها بعض من الجمهور، وقد مارس بعض صناع الافلام عبر تاريخهم وضع رساله سياسيه بشكل رمزي او صريح لتروج لمفاهيم كالاشتراكيه او التحرر او مكافحه الفساد او تهاجم افكار ضد افكار صناع الافلام او تبث افكار في اطار الدعايه السوداء بقصد زعزعه لمجتمع او تقويضه او حتي دعايه بيضاء لنظام او افكار ترويجاً واعلاءا لها.
في سينما هوليوود اظن ان افلام رامبو لسيلفستر ستالوني تروج لمعني سياسي مغلف بالحركه والاكشن.
في السينما العربيه كان فيلم “الناصر صلاح الدين” وفيلم ” وا إسلاماه” سياسيان بجداره لتمجيد انتصارات قادها العرب والمسلمين.
وقد ظهرت في مصر في فتره السبعينات افلام سياسيه مثل شروق وغروب والكرنك والراقصه والسياسي والتي تحاول توجيه اتهام لفساد مراكز القوي التي صاحبت عهد الرئيس عبدالناصر رحمه الله
افلام البرئ و طيور الظلام وحتي افلام سوق المتعه والارهاب والكباب وهي فوضي وصرخه نمله افلام بقصص ورمزيه سياسيه برسائل ضد الظلم السلطوي او ضد افكار الجماعات الظلاميه لما يسمي بالاسلام السياسي او ضد فساد مجتمعي او سلطوي وان كانت مطعمه بمناظر لزوم طلاب المتعه البصريه.
مؤخرا ثارت زوابع علي السوشيال ميديا اما مهلله او ضد الفيلم الهندي “حياه الماعز” الذي صور وفق صناع الفيلم معاناه عامل هندي من كفيله المزور وفق ميلودراما بالغت في التعبير عن معاناه العامل وجبروت الكفيل، الفيلم قدم وجهه نظر احاديه يسعي صانع الفيلم لترويجها، ومن وجهه نظري كمتفرج لايملك ادوات النقد الفني للسينما وعليه لايمكن ان استرسل حرصا علي الموضوعيه وان كان الرائج من منتجات السينما الهنديه التي شاهدت يقدم الحركه والاكشن والاغاني والرقص وربما قدمت افكار لم اشاهدها، لكن هذا لايمنع من ابداء رأي خاص يقول بان نظام الكفيل معمول به في جميع دول الخليج فلماذا المملكه بالذات؟ وهو نظام قديم فلماذا هذا التوقيت؟ وما نسمع عنه ان الصالح والطالح موجود بكل مكان فيه هذا النظام او ربما نظام العمل الخاص باي دوله به تجاوزات تبخس حقوق العامل ثم ان نظام الكفاله هو عمل تنظيمي بالمقام الاول في اي بلد يعتمد علي العماله الاجنبيه بقصد تحديد مسئول امام الدوله عن العمال بالقطاع الخاص والدوله نفسها تكفل المقيمين الاجانب العاملين بمؤسساتها بصفر مخالفه للقواعد القانونيه والانسانيه، اذاً المساله كان يجب ان تعرض لضمان المهنيه والاخلاقيه من كل جوانبها.
لاتربطني بالمملكه علاقه منفعه مباشره لكن تربطني بها العلاقه الروحيه بالاساس وعلاقه الجار القوي الذي يشكل بقائه متماسكا قويا دعما للامن الاقليمي والوطني وربما الدولي في منطقه اغلب دولها انحلت كليا، وحيث ان المملكه تقود تطورا لافتا للنظر يعتمد علي انماط اقتصاديا بالتحرر من الاقتصاد الريعي والتحول لمتعدد اعتمادا علي كل الموارد المتاحه دينيا وكل موارد الجغرافيا لديها ثم انها تفعل انماطا ثقافيه تعفيها من حاله الانغلاق المصمت الذي انعكس باي حال بحاله ازدواج يتوق للتحرر وربما يمارسه بالخارج او سرا ويمارس التزاما عاما وظاهريا، ربما اطلق هذا التوجه حاله توجس من بعيد او قريب فانطلق هذا الفيلم لبث رساله ما تهدف الي غرض بنفس صانع الفيلم او من روجه وان تحول الامر علي السوشيال ميديا الي انجراف القطيع دون ان يتكلف روادها عنا البحث عن موضوعيه الرساله وماورائها.