مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : الفرار من الحزن

0:00

“ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين”..
أن نجأر بالدعاء او نهمس به او نضمره بقلبنا ونكيل الرجاء إلي الله ان يغمرنا بفيض من السكينه ويربط علي قلوبنا فذلك اول ابواب الفرار من حزن يغمرنا ويحتل قلوبنا ويهيمن علي ارواحنا قسرا وفرضا لظروف فقد عزيز وانكسار الروح لرحيله _كلنا حتما تعرض او سيتعرض لهذا _فهذه سنه الله في خلقه وآليه حياه البشر التي تنتهي الي سرها الاعظم (الموت)
في مطلع هذا العام فقدت امي، وكنت قد فقدتها قبل ان ترحل بسنين ليس عقوقا لاسمح الله لكن لانها رحمها الله قد اصيبت بمرض عضال في القلب كان يجعلني مرهونا لتوجس شديد بانها في اي وقت سترحل.. الفرض والواقع يفرض ان نعترف ونقر ونستعد للموت في اي وقت لكننا لاي سبب نغفل او نتغافل، لذا كنت اتلصص عندما اعودها فارقب انفاسها خشيه ان اوقظها حال نومها، وعندما رحلت امي رحمها الله اختلط الهاجس بالواقع فعصف بي رحيل من اتت بي الي الدنيا.
ومن ايام رحل ابني الي رحمه الله وهو لم يبلغ بعد مبلغ الرجال،، ساعات من اخر مره رأيته وكلمته وكان بكامل صحته وبين ان بُلغت بمصابي فيه ورايته مسجي وقد اختاره الله الي جواره…. لا اخفي ان هاجس الموت كان يزورني من فتره قبل رحيله باشارات وايحاءات وكانه يبعث رساله بأنه سيزورنا قريبا……. اذن رحلت من فرض علي ان ادعو لها ورحل من كنت ارتجي دعائه لي.. اذن الموت قائم يلف الحياه ويخترقها وليس غائبا او زائرا ياتي خطفه ليختطف، الموت في حال انتظاره او قدومه بغته يخلق صدمه وحزنا يلتقم ارواح الاحياء ويلتف حولها، وعند الموت لا إعتبار لعداد العمر ولا عد السنين ولا حال القوه والصحه، فقط “لكل اجل كتاب” لكن لامناص ولا بد من امر الله وعليه لامفر من الحزن الا لمن ربط الله علي قلبه وانتشله من حزنه الي رحاب سكينه ويلهمهه الرجاء والدعاء بالرحمه لمن رحل وصبرا لمن بقي.
فاللهم انتشلنا من احزاننا واربط علي قلوبنا
اللهم ارحم كل من رحل عنا وعنكم واغسلهم الله بالثلج والماء والبرد واجعل الجنه دارهم وقرارهم وارحمنا يارب جميعا اذا صرنا لما صاروا

زر الذهاب إلى الأعلى