مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (الزيت والبيت والجامع.. لاجئ قد يحمل الخراب)

0:00

الموروث الشعبي صحح فهمه بالرجوع عن اعتبار لفظ ( الجامع) في المثل الدارج (الزيت ان احتاج له البيت يحرم ع الجامع) ليكون الجامع كنايه عن الملتزم الذي كان يقوم بجمع الضرائب حين دشنوا مثلهم هذا ونفي الفهم العام ان يكون اللفظ بمعني المسجد وذلك احياءا لفطره سليمه عند عموم المصريين بدياناتهم والتي تستحسن البذل في سبيل الله تطوعا او فرضا
ولعل استدعاء هذا القول الان لانه تردد كثيرا بين الناس بدءا من ضيق وتأفف الي همهمه فثرثره فضجيج علي الميديا حتي وصل الامر لمجلس الوزراء لمناقشه  اوضاع اللاجئين بمصر وهذا يعني ان الامر وصل لحيز الخطر.
في حديث سابق تناولنا اللاجئين او المهاجرين من حيث كونهم ظاهره عالميه افرزتها النزاعات والحروب او الكوارث الطبيعيه وذكرنا انا لسنا افضل منهم لاننا تعرضنا في ٢٠١١ لفعل تجاوزناه بلطف الله فالامر لايمثل كلام من موقف المتعالي بوضعه.
أكد اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في اغسطس ٢٠٢٣  في تصريح لليوم السابع أن الأرقام الرسمية عن إعداد اللاجئين فى مصر تشير إلى نحو 9 ملايين شخص، من بينهم 4 ملايين مواطن سودانى يليهم 1.5 مليون مواطن سورى وفق آخر رصد قبل الأزمة السودانية الأخيرة، ولكن فى ضوء الوضع الحالى للأزمة السودانية من المرجح أن العدد قد يزيد بنحو مليونى لاجئ إضافي. وقال اللواء بركات خلال تصريحات صحفية  إن إعداد اللاجئين فى مصر يعادل تعداد 3 أو 4 دول أوروبية!!! ، ويشكل ضغط على الاقتصاد المصرى فيما يخص حجم الطلب على السلع والخدمات وهنا يفعل مثل الزيت ان احتاج له البيت يحرم علي الجامع نفسه كون طلب اللاجئين قد يمثل خمس الطلب الكلي، بالإضافة إلى تأثيراتها على سوق العمل المصرى.
هذا عن التعداد الرسمي اما راي الناس فيرشح الرقم الي اكثر من هذا العدد بمراحل،اما الاحساس الرسمي بان هذه الاعداد تشكل ضغطا علي حجم الطلب بما يخلق تضخم للطلب يضاف الي تضخم التكاليف في مجال الكل يختنق فيه بفعل جنون الاسعار.
اللاجئون لايشكلون هذا الخطر الكبير فقط لكنهم يشكلون ايضا خطرا سياسيا يتمثل في ان بعضهم له خلفيه سياسيه او جلب او وظِفَ ممن لهم خلفيه سياسيه (الاخوان المسلمين) وعليه يكون نشاطهم الاقتصادي مغلفا وموظفا  لاحراج سياسي مثل ممارسه افعال السوق الموازي للعملات الاجنبيه والمتاجره بها ومنعها من المصدر بحجب تحويلات العاملين بالخارج عبر شبكات منظمه تضخ مقابلها بمصر بالجنيه.
في بلد كمصر استقبلت في حقبه من تاريخها مماليك من اسيا الوسطي وارمن واتراك لم يرجعوا لبلادهم لكنهم انصهروا وانضموا لنسيج المجتمع المصري وماعادوا يمثلون خطرا الا بعض النعرات التي يطلقها بعض اصحاب الشعر الاشقر والعيون الزرقاء ممن يحملون جذورا (تركيه او شاميه  مثلا)، وفي مجتمع مفتوح متسامح يمكن لهؤلاء اللاجئين ان ينصهروا في المجتمع المصري ولكن ليس باريحيه اندماج المماليك بل بنشاز يخلق عناصر متنافره مجتمعيا ويخلق (جيتو) لكل جنسيه او ممن ينتجون عن التحامها مع المصريين يشكل تغييرا ديموجرافيا (سكانيا) والشاهد ان تجمعات السودانيين في اسوان مثلا مثلت هذا الجيتو الضاغط بشكل مستفز سلوكيا واستهلاكيا يكرس لاحتقان قد يصل لحلول امنيه تؤول سياسيا.
اللاجئون السوريون ولهم جيتو في تمركزات اقامتهم وعملهم ايضا في محافظات الشمال لم يقدموا اي اضافه اقتصاديه بل كل فعلهم مطاعم للاستهلاك في بلد مكتظ بها مع اتاهامهم بنشاط السوق الموازي للعمله.
وخلاصه القول ان اللاجئين بهذه الصوره يمثلون خطرا سكانيا اقتصاديا سياسيا نسال الله السلامه منه.

زر الذهاب إلى الأعلى