شعبان ثابت يكتب : عركة كلاب !!
أول درس تعلمناه في قسم الصحافة بكلية آداب سوهاج منذ عشرات السنوات إذا كلب عض رجل فهذا ليس خبراً أما إذا رجل عض كلب فهذا هو الخبر ولكني عشت وشُفت أن مادرسته كان مجرد حبر على ورق وأنه ينطبق فقط على عامة الناس أما عندما يعض كلب (زواتي) يسمى كلب (البيتبول) ناس زواتي أيضا فهذا خبر يملأ الصحف والمواقع والشاشات الفضائية وتُخٓصص له ساعات في برامج (التوك شو) هذا ما حدث بالفعل في واقعة الكلب الذي عض مدير أحد البنوك الدولية زوج دكتورة صيدلانية في أحد (الكومبوندات) الشهيرة بالشيخ زايد منذ يوم 3 مارس الماضي.
ولأن صاحبة الكلب مذيعة ( شهيرة) تُقدِم أحد برامج الطبخ على إحدى الفضائيات ( أميرة شنب) كان لزماً ولابد أن تكون قضية رأي عام وترند الكلب.
والذي نتج عنه إصابة مدير البنك بقطع في أوردة وأعصاب ذراعه ودخوله في غيبوبة تامة بالعناية المركزة وتبين أن الكلب الذي ( عقره) كلب ليس ككل الكلاب وأنه مستورد من الخارج وما زاد الطين بلة أنه ممنوع تربيته في البلاد الأوربية لخطورته على البشر ولكن لأن في بلدنا ناس فوق البشر إستوردته وربته في منزلها ليعقر البشر دون رادع من بشر وإتضح أنه كان بينه وبين كلب الجيران مدير البنك و الصيدلانية عركة وعداوة سابقة بينهم وأنه تربص بصاحب الكلب لكي ينتقم منه!
يعني تقدر تقول كده عملوها الكلاب وراحوا فيها البني آدمين وعنها وخرجت زوجة البنكير (المعقور) على شاشات التلفزيون لتحكي ماحدث وما سيحدث وتاريخ الكلب وسبب العداوة مع كلبهم وهاتك يا (هري) وكأن الحياة توقفت وتم تحرير محضر بالواقعة وجاري البحث عن الكلب البيتبول الهارب تمهيدا لإعدامه لأنه مصاب بالسعار خوفاً من أن يعقر آخرين وكذلك القبض على أصحاب الكلب ( المحرضين ) على إرتكاب الجريمة.
وطبعاً منظمات الرفق بالحيوان دخلت على الخط وبدأت تهدد وتتوعد من يقترب من الكلب بالويل والثبور وعظائم الأمور وأن الكلب برئ ولم يكن يقصد وأنه كان في حالة دفاع عن النفس وليلة كبيرة سعادتك وكأن مصر خلت منها المشكلات التي كان يجب أن تُخٓصص لها تلك المساحات في الصحف والمواقع والشاشات لكي تناقشها ولكن تقول إيه في زمن تبدلت فيه المفاهيم وأصبحت عركة الكلاب أهم من بطون البني آدمين لكن تقول لمين وتعيد لمين في زمن أرخص شيء فيه البني آدمين!!
وأخيرا أصدر النائب العام بيان رسمي يفيد بحبس صاحب الكلب إحتياطيا على ذمة التحقيقات والقبض على الكلب وإيداعه إحدى مستشفيات الطب البيطري لحين الإنتهاء من التحقيقات؟
وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه