رمضان في مصر له طعم ومذاق مختلف فمع ثبوت رؤيه هلال شهر رمضان تتحول الشوارع الي احتفاليه جميله بعد الإعلان يهرع الجميع كبار وصغار لتمتلئ مساجد القاهرة عن آخرها بالمصلين ويسهر الجميع هذه الليلة ويبدأ الإعلان عن الدورات الرمضانية الرياضية بأحياء القاهرة المختلفة والحجز لها بالنوادي ومراكز الشباب والتي تبدأ مبارياتها بعد صلاة التراويح … ويزينوا الشوارع بالورق والفوانيس المختلف أشكالها والأنوار المنتشرة في الشوارع لمدة ال٣٠ يوما … حيث الأطفال يبدأون قبل رمضان بأيام في جمع مبالغ من السكان لزينة رمضان ليبدأوا في شراء أوراق الزينة المختلفة وصنعها بأنفسهم والمشاركة مع الكبار في تعليقها بين العمارات والمنازل وإضافة إلى لمبات كهربائية بأسلاك طويلة لإنارة الشوارع المختلفة وفي ليلة الرؤية تتحول القاهرة لمظاهرة فرح وسعادة .
لا ننسي فانوس رمضان فهو من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم فلا يخلو بيت في مصر من فانوس رمضان ووضعه في الشرفات ومداخل البيوت ابتهاجا للشهر الكريم كما تنتشر أغاني شهر رمضان في كل مكان وتكون مسموعة في كل شارع… فيذهب الناس الي الاسواق حيث تمتلئ الأسواق بالمنتجات الرمضانية من التمور وقمر الدين والقراصيا والمشمشية والمكسرات والعرقسوس والتمر هندي والخروب والسوداني المقشر وجوز الهند والزبيب ليبدأ الشراء قبل رمضان.
مشهد المسحراتي ملمحا أساسيا من ليالي رمضان يحبه الأطفال وينتظره الكبار يطوف في الشوارع والحواري والأزقة بصوته الجهوري ملحنا عباراته وابتهالاته ومدائحه ويروي من القصص النبوي بأنغام تطرب لها الأذن ويذكر أن أول من نادى بالتسحير هو والي مصر لدى المنتصر عنبسة بن إسحاق في سنة 238هـ وكان يسير على قدميه من مدينة العسكر إلى جامع عمرو بن العاص بالفسطاط مناديا: عباد الله تسحروا.. فإن في السحور بركه..ظلت مهنه المسحراتي تتوارث ختي عهدنا هذا.
رمضان ارتبط بمشروبات محلية منها التمر هندي والعرق سوس والسوبيا والخروب والتمور المختلفة بعد نقعها في الماء وإضافة القراسيا والمشمشية واللبن إليها ويحرص معظم الصائمين على تناول كوب التمر والتوجه لصلاة المغرب ثم يعودون ليتناولوا إفطار اليوم الأول على المحاشي المختلفة من ورق عنب وكوسة وفلفل أخضر وورق خس وسيدة الأطعمة الملوخية الخضراء والبامية وأنواع الرقاق المختلفة والأرز والمكرونة… ارتبط كذلك بحلويات معينة أبرزها الكنافة وأم علي ولها أصول تاريخية وتجهز أفران الكنافة بالشوارع ويتجمع الأطفال حول بائع الكنافة ليشاهدوا طريقة رشها على الفرن وكذلك القطايف بأنواعها وأحجامها المختلفة.
وبعد صلاة التراويح ينطلق الشباب إلى منطقة الحسين والأزهر الشريف لتناول الحلوى المختلفة والبعض يتناول السحور بالمنطقة خصوصاً الفول بالزيت الحار والمطاعم المتنوعة بالمنطقة ويحرص البعض على زيارة منطقة السيدة زينب والسيدة نفيسة وتنتشر الليالي الرمضانية المختلفة لتعرض الفنون الشعبية التراثية بالمواقع الأثرية.
كما تتنوع الأكلات المختلفة على المائدة الرمضانية فتنتشر قكره موائد الرحمن في جميع المناطق والشوارع ترحب بعباد الرحمن… تزداد أعمال الخير حيث تنشط الجمعيات الأهلية المختلفة بإعداد ما يعرف بـ”شنطة رمضان” والتي يشارك في إعدادها الحكومة والجمعيات والأهالي ويحرص بعض المحافظين على توزيعها بأنفسهم.
كان وسيظل رمضان في مصر له طعم ومذاق خاص لن تشعر به في اي بلد اخر حتي المغتربين يشتاقون لرمضان في مصر ويقررون زيارتها في هذا الوقت من العام لقضاء رمضان مع الاهل والاحبه.