راندا الهادي تكتب: يا مستني السمنة من بطن النملة!!
ما فائدة استمرارك في تعاطي دواء صلاحيتُه منتهية؟! لا فائدة، بل بالعكس قد ينجم عن ذلك السلوك غير المنطقي أضرارٌ تُودي بحياتك! هذا بالضبط الوضعُ الذي نعيشه عندما ننتظر من مؤسسات ومنظمات دولية لم تُنصفنا في السابق أن تَنطقَ بالحق وتُعيدَ الموازينَ إلى صحيحها!
عندما قال المصريون في المثل الشعبي: (يا مستني السمنة من بطن النملة لا أنت طابخ ولا قالي) كان هدفهم ليس اتهام هذا المنتظِر بالسفاهة فقط، بل وبالجهل أيضا، الجهل بحقيقة النملة وماهيتها، وهذا بالضبط ما نفعله في العالم العربي والإسلامي، ننتظر العدالة ونتشبث بالشرعية لمنظمات دولية لم يشهد تاريخُها _ ولو لمرة واحدة _ إنصافًا لدولةٍ تنتمي للشرق الأوسط أو تتخذ الإسلامَ ديانةً لها!!
أضف إلى ذلك الانقسامات داخل تلك المنظمات الدولية التي كشفت عن ضعف هذه الكيانات وعجزها عن دعم حتى نفسها، فما بالك بحقوق شعب؟! وقد ظهر ذلك جليًّا عندما أعلن العديدُ من أعضائها وأولهم (جوتيريش) إدانةَ الحرب ضد المدنيين في غزة، حتى اتهام النائبة الأيرلندية (كلير دالي) عضوِ البرلمان الأوروبي لرئيسةِ المفوضية الأوروبية (أروسولا فون دير لاين) بأنها مجرمةُ حرب، يجب أن تُحاكَم، بسبب موقفِها الداعم لليهود، وسكوتِها عن عمليات الإبادة الجماعية للمدنيين في غزة.
المشهد بلاشك مأساوي، لا نرى فيه بصيصًا من الأمل في الحصول على أي سمن من النملة _ كما قال أجدادنا _ !! إذن كيف التحرك؟ هل نرضى بهذا الخذلان؟!! بالطبع لا، فنحن أمة وعدها الخالق بأن العسر لا يغلب يسرين، فالنصر لنا، أو كما يقول البعض: إنه يُحلق فوق الرؤوس، ينتظر قولَ الحق: (كُن … فيكون)، ولنستغل انتفاضة الرأي العام العالمي ضد الكيان الصهيوني وممارساته السادية، لكشف حقيقة إسرائيل ومخططها الاستعماري في الشرق الأوسط، ونستعد نعم .. نستعد بتنحية خلافاتنا جانبا والاصطفاف لانتزاع حقوقنا، فهي ليست منحةً من أحد يعطينا إياها عن طيب خاطر، بل كنزًا يرخص أمامه كلُّ غالٍ حتى العودة.
نعم نحن عائدون، أو كما قال محمود درويش :
أيها المارون بين الكلمات العابرة //
لنا ما ليس يرضيكم لنا المستقبل، ولنا في أرضنا ما نعمل //
أيها المارون بين الكلمات العابرة //
ولنا ما ليس فيكم، وطن ينزف شعبًا // وطن يصلح للنسيان أو للذاكرة.