مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: ليس للأقوى!!

هل تتذكرون نوكيا؟ ربما أكثر من يدركون جيدا أهمية نوكيا لهم وللعالم وقتها مواليدُ السبعينيات والثمانينيات. نوكيا هي شركة اتصالات وتكنولوجيا معلومات فنلندية متعددة الجنسيات، تصدرت أسواقَ مبيعات الهواتف المحمولة في منتصف التسعينيات، وانتهى بها المطاف لبيع صناعة الهواتف لشركة مايكروسوفت، واختفائِها تمامًا عن السوق العالمية. السبب أن القائمين على الشركة لم يهتموا بأمرٍ واحد ألا وهو ( التغيير)!! اعتمدوا على نجاحٍ تحقق في عام ١٩٨١م بصناعة أول هاتف محمول في العالم، وركزوا على تطوير الشكل وليس المضمون، حتى أمست الشركةُ هي الأولى لصناعة الهواتف المحمولة في العالم، وتجاوزتْ مبيعاتُها ٤٠٪؜ من المبيعات العالمية للهواتف المحمولة حتى عام ٢٠٠٧م، في هذا العام ظهر أولُ هاتف محمول أنتجته شركة آبل يعمل بخاصية اللمس، لتتقلص بعدها سيطرةُ نوكيا على السوق العالمية حتى الاختفاء تمامًا!

علماء الاقتصاد يقولون إن نوكيا عجزت عن مواكبة التغيير، وإن السبب الرئيسي لانهيارها كان غيابَ الرؤية المستقبلية لمنتجاتها، وتماشي هذا مع احتياجات السوق، وهنا تذكرتُ مقولةً شهيرة لـ (تشارلز داروين) يقول فيها: “البقاء ليس للأقوى ولا للأذكى، البقاء للأكثر استجابةً للتغيير”.

المفترض أن تكون الرسالة والهدف من المقال قد وصل للجميع، وهو إدراك أهمية التغيير وأن كونك أولَ من وصل للقمة لا يمنحك الحصانةً من السقوط، بل الأهم هو حفاظك على الثبات في القمة.

حقًا هذا جزءٌ من هدف المقال، ولكن الهدف الحقيقي هو أن تدرك أن التغييرَ ليس هدفًا، وإنما وسيلةٌ للوصول إلى ما تريد، وأن المبادئ والقيم لا تقبل التغيير، الفطرة السليمة لا تقبل التغيير، كونك إنسانًا لا يقبل التغيير، ومعاداة إسرائيل لا تقبل التغيير.

زر الذهاب إلى الأعلى