د. إيمان إبراهيم تكتب : السلطة الأبوية
يشير مصطلح السلطة الأبوية إلي خضوع أفراد الأسرة لحكم الأب، حثي يصبح هو المتحكم الوحيد في كل ما يتعلق بشؤون الزوجة والأبناء،، وهو ما كان سائدًا في العقود الماضية، ووقتها كان لا يوجد أمام الزوجة والأبناء سوي الانصياع لأوامر هذه السلطة، وعلي الرغم من وجود بعض السلبيات الناجمة عنها (السلطة الأبوية) إلا أنني أري أن بها العديد من المميزات أيضًا، خاصًة إذا كان الأب يتمتع بقدر من الوعي والاحتواء في معاملته لأبنائه وزوجته، لاسيما في ظل التحديات الكثيرة التي تهدد أمن واستقرار الأسرة بأكملها.
أما الآن نجد أن السلطة الأبوية تعبر عن مدي قوة وتأثير الأبوين في توجيه وإدارة شؤون أبنائهما، بعدما اخترقت العزلة جدران المنازل وأصبح كل فرد داخل المنزل له سلطته وسلطانة الذي يتحكم فيه، من خلال عالمه الافتراضي الذي يختاره لنفسة، دون أن يعلم الأبوين شيء عن ذلك العالم الذي يهدف لإسقاط سلطتهما، من خلال استقطاب الأبناء باستخدام بعض المؤثرات البصرية والسمعية المختلفة التي يستخدمها الإنترنت عبر منصاته المختلفة من أجل ترغيب الأبناء في قضاء أطول وقت ممكن علي تلك المنصات.
لذلك لا بد من السعي لتفعيل السلطة الأبوية في عصر الإنترنت عن طريق إيجاد البدائل الممكنة والمتاحة التي تدعم التواصل الجيد بين الأبناء والآباء، مثل مشاركة الأبناء ف أنشطة المنزل اليومية، وخلق حوار مشترك وبناء حول بعض الموضوعات الخاصة بالأسرة والتي يمكن أن يكون للأبناء رأي فيها من خلال مناقشته الموضوع من زواياه المختلفة، علي أن يحترم الآباء عقلية الأبناء وخبرتهم المحدودة، والعمل علي إقناعهم ولو بشكل عملي عن طريق التجربة الآمنة، والتي تكون تحت إشراف الوالدين لكي يُلقن الأبناء الدرس مع حمايتهم من المخاطر التي قد تلحق بهم نتيجة الخطأ الذي ارتكبوه، وهو ما يعزز الثقة عندما لا يقتنع الأبناء بنصيحة والديهم وبذلك يمكن تحقيق التوازن بين الحماية والتوجيه.
كما يمكن توعية الأبناء بكيفية التصرف عند تعرضهم لمحتوي ضار وغير مناسب مثل التنمر، والعنصرية والمحتوي الجنسي…
من خلال توضيح الأثار السلبية الناجمة عن التعرض لهذه المحتويات.
وفي النهاية لا يمكن تفعيل السلطة الأبوية بدون تقوية الجانب الأخلاقي والديني، عند الأبناء وتنمية المبادئ والقيم المختلفة لديهم وبناء جسور من الثقة والاحترام المتبادل بين الوالدين والأبناء، وفهم كلا الطرفين لطبيعة الدور الذي يؤديه كل طرف مع الحفاظ علي حق الخصوصية الشخصية للجميع.
