مقالات الرأى

حسن الشايب يكتب: مستشفى للقطط وبيوت للكلاب!

0:00

قبل نحو عشرين عامًا انتشرت ظاهرة قطط الشوارع في دولة عربية شقيقة، حتى باتت حاويات القمامة ومحيطها في الشوارع والأحياء السكنية مأوى لهذه القطط، التي يزداد عددها بصورة سريعة ، حيث تتزاوج القطط في عمر ثلاث أو أربع شهور تقريبا وتتراوح مدة حملها حوالي شهرين وتنجب ما بين 3 إلى 8 مواليد كل عملية ولادة! > > انتشار القطط الضالة في الشوارع جعلها عُرضة للدهس تحت عجلات السيارات، وأصبح مألوفا أن ترى جثث القطط ملقاة وسط الشارع أو بجانب أرصفة المشاة، مما دفع الجهات المختصة بهذه الدولة العربية إلى دراسة إيجاد وسيلة للحد من ظاهرة انتشار القطط وبما لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الذي يحرِّم قتلها أو إيذاءها، وأيضا عدم إثارة غضب جمعيات حقوق الحيوان التي تراقب وتسجل أية ممارسات عنيفة ضد الحيوان ولا تتورع في إصدار ونشر تقارير وتصريحات سلبية يمكن أن تسيء إلى صورة هذه الدولة أو تلك أمام العالم. > > كان الحل الأمثل الذي طبقته هذه الدولة هو (تعقيم القطط)، أي إخصاؤها بعملية جراحية داخل عيادة طبية أنشأتها لهذا الغرض ضمن وحدة التحكم في أعداد القطط الطليقة، حيث تقوم فرق متخصصة بصيد هذه القطط من الشوارع ومن ثم إخضاعها لعملية التعقيم في العيادة البيطرية، وبعد تعافيها يتم إعادة إطلاقها إلى أماكن تواجدها في الشوارع مرة أخرى، ولكن بعد ضمان عدم تزاوجها وتوالدها وبالتالي عدم زيادة أعدادها. > > وإلى جانب الدور الأساسي لوحدة التحكم بالقطط الطليقة، في الحد من أعدادها وفق أسلوب علمي مدروس يراعي الحفاظ على التوازن البيئي، تم من خلال هذه العيادة البيطرية توفير الخدمات البيطرية والعلاجية للقطط الأليفة التي يقوم الأهالي بتربيتها وذلك بصفة مجانية، وتم تخصيص أرقام هواتف لاستقبال أي طلبات والرد على أي استفسارات حول القطط من قبل الأطباء البيطريين العاملين بهذه الوحدة. ويمكن القول بعد مرور سنوات طويلة على تنفيذ هذه التجربة إنها نجحت في تحقيق الأهداف المطلوبة، دون اللجوء إلى ممارسة أي عنف أو قتل لهذه المخلوقات التي تؤدي دورا هاما في تحقيق التوازن البيولوجي من خلال مواجهتها لمخلوقات أخرى ضارة وهي الفئران. > > أما ظاهرة الكلاب الضالة فهي بلا شك أكثر خطورة على الإنسان من القطط الضالة، حيث تهدد حياته بشكل مباشر سواء عن طريق (عقره) وإيذائه شخصيا أو التسبب في قتل الحيوانات التي يمتلكها بعد مهاجمتها داخل مزرعته ، ولذلك تم اللجوء إلى إنشاء مراكز أو بيوت إيواء لهذه الكلاب الضالة تحت إشراف وإدارة الجهات البيطرية المختصة بالدولة، التي تقوم بصيد الكلاب الضالة بواسطة تخديرها ونقلها في أقفاص إلى هذه البيوت المجهزة بكافة أوجه الرعاية الغذائية والبيطرية، والتي يتم من خلالها أيضا تقديم الخدمات البيطرية للكلاب الأليفة التي يقتنيها الأهالي . وربما من بين الأمور الملفتة في تجربة بيوت الكلاب الضالة هو السماح لمن يرغب في (تبنِّي) أحد الكلاب الضالة، بتقديم طلب للجهة المختصة والتوقيع على إقرار وتعهد بضمان رعايته لها وعدم إساءته معاملتها أو إطلاقها إلى الشارع مرة أخرى! > > > >

زر الذهاب إلى الأعلى