أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القمة العربية الصينية حدث مهم وتاريخى للعرب والصين، وتربطهم حضارة وثقافة على مدار آلاف السنين، مشيرا إلى أن العلاقات العربية الصينية بينها تلاق ومصالح مشتركة وكل سبل التعاون والتبادل متواجدة.
وقال السفير حسام زكي- خلال مقابلة خاصة مع الإعلامى جمال عنايت، على قناة (القاهرة الإخبارية)، مساء الجمعة- إن هناك منتدى للحوار والتعاون ما بين العرب والصين، مشيرا إلى أن المنتدى متشعب والصين دولة جادة، والعرب أخذت التعاون معها بجدية.
وأشار إلى أن المنتدى الصينى يتميز بالجدية والتنوع فى نشاطه وتغطية مجالات كثيرة، علما بأن الصين فى إطار تواصلها مع العالم العربى تقوم بفتح قنوات اتصال تشمل كافة المجالات.
وأوضح أنه خلال عام 2018، اقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية رفع مستوى المنتدى لكى يكون على مستوى القمة، ويكون هناك اجتماع قمة “صينى عربي”، حيث لاقت الفكرة قبولا من الجانبين الصينى والعربي، كما أن المملكة العربية السعودية عرضت الاستضافة فورا، وتقرر التنظيم، ولكن جاءت جائحة كورونا فتوقفت الاتصالات مع الصين، إلى أن تحسن الوضع واتفق على الاجتماع وعقدت القمة العربية الصينية، والتى تعد الأولى.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية قوة إقليمية راسخة موجودة ولديها الإمكانات الاقتصادية الكبيرة، وهى سوق واعد (سوق الخليج) وأيضا (مصر) لديها سوق واعد فى (شمال افريقيا)، منبها إلى أن الصين تنظر إلى ذلك وترى أهمية التعاون مع الدول العربية.
وقال السفير حسام زكي: “العرب جميعا ينظرون إلى الصين حسب قدرتها العالمية، والتعاون معها ليس على حساب طرف آخر، علما بأنه تم الإعداد للقمة العربية الصينية منذ 2019، ولولا جائحة كورونا لعقدت فى موعدها، كما أن هناك تقاربا عربيا صينيا منذ 2004 ومستمرا منذ 18 عاما وحتى الآن.
وأشار زكى إلى أن هناك حاجة للتعامل والتعاون مع القوة العالمية الثانية فى العالم “الصين”، كما أن بكين والتى لديها خبرات هائلة والتعاون معها مجد للغاية.
وعن الوضع العربى وإعداد الجامعة العربية عقد قمة “لم الشمل” الخاصة بالقضية الفلسطينية والتى يطلق عليها القضية المركزية أو قضية العرب.. قال زكي، إن مصر بذلت جهودا كبيرة فى هذا الاتجاه، مشيرا إلى أنه شارك بصفة مباشرة فى هذه الجهود، ولكن للأسف لم تصل بنا إلى المرحلة التى ننشدها وهى أن نستعيد الوحدة الفلسطينية، حيث مازال لدينا وضع لا يزال مقلقا، وهو الانقسام الفلسطيني”.
وأضاف أن الجامعة العربية “تتعامل رسميا مع حكومة مقرها رام الله ودولة هى فلسطين برئاسة الرئيس محمود عباس، مؤكدا أن الجامعة تبذل قصارى جهدها باستضافة الفصائل الفلسطينية؛ لاستعادة الوحدة الفلسطينية.
وقال السفير حسام زكي، إن هناك قرارا فى الأمم المتحدة على وشك المرور، وهو خاص باستطلاع رأى محكمة العدل الدولية فى وضعية إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية، مشيرا إلى أن الرأى الاستشارى الخاص بمحكمة العدل الدولية سيكون مهما، وهناك قرار متفق عليه فى قمة الجزائر السابقة، يطالب أن يكون هناك عمل أكثر على موضوع عضوية فلسطين الكاملة فى الأمم المتحدة، والاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية، وهذا الأمر مهم سياسيا؛ لأن ذلك يجعل القضية الفلسطينية قضية دولة تريد أن تسترد أرضها المحتلة من دولة أخرى.
وأضاف أن الجامعة العربية ستقوم بدعم القدس، والاتفاق والتحضير لعقد مؤتمر “دعم القدس”، والمقرر له فى 12 فبراير القادم، وستحتضنه الجامعة العربية، ويكون له تمثيل من جهات كثيرة.
وحول الوضع فى ليبيا ودور الجامعة العربية.. أكد السفير زكى أن الوضع فى ليبيا معقد، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تشجع الليبيين والأطراف السياسية من كل الفئات والجهات إلى سرعة إجراء الانتخابات فى البلاد؛ لأنها هى الطريق الوحيد للشعب الليبى أن يقول رأيه فيمن يختاره ويحكمه.
وعن دور الجامعة العربية فى اليمن.. قال إن الجامعة تؤيد الحكم الشرعى فى هذا البلد، ولكن التدخلات الإقليمية جعلته لا يعرف الاستقرار ويظل فى حرب أهلية مستمرة ومواجهات عسكرية، وللأسف تراجعت فيه الأوضاع إلى سنوات طويلة مضت وانتشرت فيه الأوبئة والأمراض مثل الكوليرا، وأصبح فى وضع اقتصادى مترد.
وحول دور الجامعة العربية فى لبنان وفشله فى اختيار رئيس.. قال السفير زكي: “إن الجامعة العربية ترى ذلك الأمر فى منتهى الخطورة، علما بأن الأمين العام قام بتكليفي، فى أكتوبر الماضي، للذهاب هناك وقمت بشرح مخاطر عدم انتخاب رئيس للبلاد، وأكدت أن ذلك سينعكس على الاستقرار فى لبنان، حيث إن اقتصاد البلد منهار، والعملة أيضا، والوضع سيئ للغاية، مشددا على ضرورة أن يتخذ الساسة فى لبنان مواقف وطنية فى الأساس، بإعلاء مصلحة الدولة.
وعن دور الجامعة فى الوضع السوري.. أكد السفير زكى أن سوريا لم تقدم شيئا للتعامل مع تلك الأزمة، علما بأن الوضع هناك مؤسف جدا، ونحن كجامعة الدول العربية نشارك فى كل الاجتماعات الدولية التى لها صلة بسوريا، ما عدا تلك التى تنظمها الأطراف الثلاثة (روسيا، إيران، وتركيا)، لا نشارك فيها، ولا ندعو إليها”.