مقالات الرأى

أنس الوجود رضوان تكتب : صبرى موسى وجمال الأمكنة

0:00

فى رحاب ذكرى وفاة كاتبنا الكبير صبرى موسى نتذكر مولده ًفى قارب بنيل رأس البر ليستنشق الطبيعة وهو صغير ، فتشكل وجدانه الأدبى وغرس بداخله حب الترحال ، فذهب يطوف صحراء مصر شرقا وجنوبا ويؤرخ لها على صفحات روزاليوسف ويخرج من رحمها رائعته فساد الأمكنة رواية القرن ، وكتب عن الصحراء والرحلات. كرمه الرئيس جمال عبد الناصر ، وحصل على أعلى الأوسمة والجوائز لكتاباته التى جعلت الدولة تنتبه لكنوز الصحراء ، وكان سببا فى وقف تجفيف البحيرات ، وحلق موسى بخياله الى الأفق الواسع فنسج روايته السيد من حقل السبانخ ، التى صنفت على انها رواية خيال علمى ،ولكن حلم صبرى تحقق تنبؤه بالاستنساخ والتليفون المحمول أصبح حقيقيه ، ووصفه النقاد بالمنفرد ،فهو عندما يكتب يعزف سيمفونية ابداعية سواء فى روايته او قصصه حتى مقالاته وسيناريوهات أفلامه ، عاش فى زمن الابداع الناضج ،الذى حمل فكرا صنع منه مدارس ابداعية ، رموزنا قامات كبيرة لاتهزها رياح المصالح لإنها ثابته بإبداعها الذى لايموت ، فجمال الكلمة مازالت تزين العقل وتنور الأعين..
وصبرى موسى كتاباته تنم عن رومانسيته وثقافتة وعبقريتة ، فهو بطل رواياته وقصصه من نيكولا المتصوف شاهد على نقاء الصحراء ، وهو الذى احتل الكوكب الفضائى ،ورغم سهولة العيش فيه ، يتمرد عليه ويهبط للأرض بما فيها من تناقضات وصراعات ،وتعد أفلامه علامة مميزة فى السينما العربية .. فلاننسى الشيماء والبوسطجى وقنديل ام هاشم وحادث النصف متر ،وقاهر الظلام وحبيبى أصغر منى ،والأسوار ،ورحلة داخل إمرأة ورغبات ممنوعة،وكل فيلم له قصة تحكى وتمتع من يقرأها
وتحمل الذكرى الخامسة لكاتبنا الكبير صبرى موسى حضوراً طاغياً لإبداعة ،لتتعطر ذكراه بعطر الأحباب من تلاميذ ومحبيه ،لتصنع بهجة بالكلمات نستمد منها ابداع من نوع خاص ،سطرتها ندوة جريدة الدستور لرئيس مجلس إدارتها الدكتور محمد الباز الذى اعترف أنه “مفتون” بكتابات صبري موسى، و بروايته “فساد الأمكنة” التي قرأ سطورها قبل أن تنشرعلى صفحات مجلة صباح الخير، فهو قادر على إمتاع القارئ حتى لو اختلفت معه، فقدرة صاحب ”فساد الأمكنة” على الكتابة “جميلة” للغاية: «نحن لا نحيي ذكراه، لأنه لا يحتاج لإحياء، فهو أحد الأسماء الكبرى في عالم الإبداع والتي لا تحتاج إلي بروباجندا، فاسمه، فقط، قادر على تسويق نفسه.
وتتعطر ذكراه أيضا بحب اخر من عائشة محمد التى أرادت أن تناقش رسالة الماجستير فى عوالمه التي قرات فيها قرابة السنتين تقرأ وتبحث فى قصصة ورواياتة حتى يتحقق حلمها لتكون الباحثة الوحيدة التى جعلت القصة والرواية عند صبرى موسى مجتمعين معاً فى رسالة واحده غير الآخرين فكل باحث أخذ جزء من اعماله فى رسالته
واثرى المناقشة نقاد كبار الشاعر والناقد الكبير احمد بلبولة عميد كلية دار العلوم ،والناقد دكتور عايدى على جمعة أستاذ بإعلام جامعة 6اكتوبر الحديثة ،ودكتورعبد الرحمن الشناوى الأستاذ بدار العلوم ، واتسمت المناقشات بالحب للكاتب ،وبرع دكتور احمد بلبولة فى تحليل اعمل كاتبنا صبرى موسى بعين المبدع والشاعر ،ليسرد الكاتب الكبير ً صبرى موسى ً الراحل أحد أعمدة الصحافة والثقافة والسينما العربية ، صاحب الإبداعات المتفردة رائد أدب الصحراء
وقعت فى غرام رواية فساد الأمكنة نظرا للأسلوب المميز فى كتاباته فهو يعرف كيف يبدأ وكيف ينتهى ..وشاهد حادث النصف متر ..وقلت فى نفسى ، لايمكن أن يكتب هذا الفيلم سيناريست عادى بل هو متفرد ،ومصادفة أيضا اعلم أنه يكتب سيناريو وحوار فيلم البوسطجى وقنديل ام هاشم ،فدراسته السيناريو وموهبته جعلته له لغة خاصة ،فصبرى موسى كتب أعمالاً خالدة ،تزخر بها المكتبة العربية ،وكل رواية تمثل ابداع ،ولازال صبرى موسى يحتاج إلى دراسات و الأمر مفتوح للباحثين للغوص فى أعماق اعماله.
وكان صبرى موسى منصفاً للمرأة وكتب أكثر من فيلم لمناقشة قضاياها .وقال موسى :المدهش في الأمر أن “حادث النصف متر” التي كتبت ونشرت في بداية 1962، لا تزال وحتى الآن كلما أعيد طباعتها تلقى نفس الدهشة والإزعاج – لجرأتها- من القراء حتى جيل الشباب المعاصر، وهذا معناه أننا بعد أكثر من اربعين عاماً. وبرغم كل التغييرات السطحية والظاهرية، التي طرأت على مجتمعنا ما زلنا نحمل نفس المنطق التقليدي الشرقي في مواجهتنا للحب وللمرأة عموما… فلا يزال موقفنا منها مختلفا ورجعيا. قد نكون قد أصبحنا أكثر تساهلا معهـا مما كنا عليه ، ولكن جوهر موقفنا الفكري والعاطفي منها، ربما يكون قد أصبح أكثر رجعية.

الكاتب الكبير ً صبرى موسى ً الراحل أحد أعمدة الصحافة والثقافة والسينما العربية ، صاحب الإبداعات المتفردة رائد أدب الصحراء .. والبحيرات .. ساهم فى تأسيس جريدة الجمهورية ومجلة صباح الخير ، وجريدة العربى ، انشأ أول مجلة ناطقة باللغة العربية بأمريكا وكندا ً بالعربى ً للجاليات العربية ، ساهم فى وضع أسس الإعداد التليفزيونى ، وكتب سيناريو برامج عديدة بالتليفزيون ، وكان أول برنامج لأمانى ناشد من صنع أفكاره ، أيام زمان ، كتب سيناريو أول فيلم الوان تليفزيونى حبيبى أصغر منى عن قصة الكاتب إحسان عبد القدوس ، قدم للسينما أفلاماً خالدة ، البوسطجى ،قنديل أم هاشم ، الشيماء ، رحلة داخل إمرأة ، قاهر الظلام ، حادث النصف متر ، رغبات ممنوعة ، الأسوار ، اين تخبئون الشمس ، عزف منفرداً للصحراء فى روايته الرائدة ً فساد الأمكنة ، غاص فى أعماق التكنولوجيا فولدت فكرة روايته الشهيرة ً السيد من حقل السبانخ ً التى تنبات بالتليفون المحمول والإستنساخ ، والكبسولات الكهربائية ، سجل مشكلة المرأة مع المجتمع من خلال روايتة حادث النصف متر التى حولها لفيلم سينمائى ،وأخذها المخرج السورى الكبير سمير ذكرى ليصنع منها فيلم سورى ، قدم للأدب العربى مجموعات قصصية رائعة ، حكايات صبرى موسى ، القميص ، السيدة التى والرجل الذى لم ، مشروع قتل جاره ، واعمال اخرى تحمل إبداعاً من نوع خاص ، كرم على مستوى مصر والوطن العربى والعالمى ، وحصل على ارفع الجوائز ، وسام الدولة من الطبقة الأولى مرتين ، وجائزة الدولة التشجيعية ، وجاىزة الدولة للتفوق ، وجائزة الدولة التقديرية ، وأول عربى يحصل على جائزة ً الحصان الطائر ً من امريكا والتى توازى نوبل عن روايته فساد الأمكنة ،
ترجمت جميع أعماله للغات الأجنبية المتنوعة ، وتباع أعماله فى المكتبات الكبرى بالعالم
تقلد مناصب عديدة ، شغل منصب سكرتير تحرير مجلة التحرير لثورة ٢٣يوليو ..إختاره الكاتب يوسف السباعى سكرتير تحرير لمجلة الرسالة ليكون أصغر سكرتير تحرير
أسس فى اتحاد كتاب مصر وحدة حقوق الملكية الفكرية والنت ، وكان عضو فى مجلس إدارته وعضو اتحاد الكتاب العرب الكتاب الدوليين ، عضو نقابة الصحفيين المصريين والعرب والدولى ،عضو بنقابة السينمائيين، كان مقرر للجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة ، حكم فى أعمال ادبية وسينمائية كثيرة ، درس السيناريو والفنون ..ودرس بجامعة إيوا ودرس بها، تدرس رواياته بقسم علم الجمال قسم نقد.. ويدرس سيناريو البوسطجى بمعهد السينما
تقلد مناصب عديده اخرها مقررا للجنة القصه بالمجلس الاعلى للصحافه .. وحاصل على اعلى الجوائز وسام الدوله من الطبقه الاولى مرتين واول عربى يحصل على جائزة بجاسوس الامريكيه وجائزة الدوله فى التفوق ثم التقديريه وجوائز عديده وترجمت اعماله لجميع اللغات الأجنبية

زر الذهاب إلى الأعلى