بمناسبة عيد الأضحى المبارك، تُنظم عدد من متاحف الآثار المصرية معارض أثرية مؤقتة عن شعائر الحج وكسوة الكعبة المشرفة، وغيرها من اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية حول موضوع الحج.
وأكد مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أن تنظيم هذه المعارض يأتي في إطار الدور المجتمعي والتثقيفي للمتاحف كونها مؤسسات ثقافية وتعليمية وليست مجرد أماكن لعرض القطع الأثرية فقط، واستخدام القوة الناعمة في رفع الوعي الأثري والسياحي لدي المجتمع بجميع أطيافه وفئاته العمرية المختلفة.
فتحت عنوان “وأذن في الناس بالحج”، نظم متحف المركبات الملكية ببولاق معرض أثري يضم العربة لاندو التي كانت تستخدم في احتفالية محمل كسوة الكعبة، في عهر الخديوي إسماعيل، حيث كانت الكسوة ترسل سنويًا من مصر إلى الأراضي الحجازية بدايةً من العصر العباسي وحتى عام 1962، ثم تولت المملكة العربية السعودية بعد ذلك شرف صناعة الكسوة. كما يضم المعرض قطعتين من كسوة الكعبة المشرفة المصنوعة من الحرير المطرز بخيوط من الحرير الذهبي والفضي لآيات من القرآن الحكيم، بالإضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية توثق الرحلة الحجازية من مصر إلى مكة، وتوضح صناعة كسوة الكعبة المشرفة في مصر بحي الخُرنفش بباب الشعرية وصور أخرى للجملين (مبروك ونبيل) الحاملين لكسوة الكعبة المشرف.
أما متحف قصر المنيل فنظم معرضاً مؤقتاً تحت عنوان “فصلي لربك وانحر” يضم مخطوط نهج البردة للإمام البوصيري ومصحفًا نادرا لياقوت المُستعصمي، بالإضافة إلى لوحات من الحلية الشريفة في وصف وحب رسول الله، ومخطوط دلائل الخيرات. كما يعرض المعرض مجموعة من أندر المقتنيات التي تخص الأمير محمد علي توفيق والتي اقتناها عبر حياته الطويلة منها سجاجيد الصلاة وأواني وأدوات الطعام التي كانت تستخدم في إعداد الموائد في عيد الأضحى، وصورتين للأمير محمد علي توفيق وهو بملابس الإحرام يؤدي مناسك الحج.
وفي ذات السياق ينظم متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بالتعاون مع متحف قصر الجوهرة بالقلعة معرضاً أثرياً بعنوان “الرحلة المنحة”، يلقي فيها الضوء على فلسفة الحج وتوحد المسلمين في زي وشعائر واحدة كدلالة على تجمعهم سواسية يوم القيامة.
ويضم المعرض على 24 قطعة أثرية ذات الصلة بالرحلة الشريفة وعلى رأسها المصحف الشريف من عصر أسرة محمد على، والذي كان وقف من الوالدة باشا على التكية النقشبندية الخالدية التي أنشأها ابنها الخديوي توفيق.
كما يضم المعرض قطع أثرية من نفس العصر، ذات صلة بعملية التخييم، وتأمين رحلة الحج والحجيج من مصر إلى مكة المكرمة ضد أي مخاطر قد تواجهها حيث كانت تستغرق الرحلة أكثر من شهر، ومنها سيف معدني له غطاء من الجلد، وغدارة من الخشب مصفحة بالمعدن، وبكرة من الخشب لشد الحبال لنصب الخيام والاستراحة أثناء الليل.
كما يحتوي المعرض بعض من أدوات الإضاءة من العصر الفاطمي منها المسارج الفخارية للإنارة ليلا، بالإضافة إلى أدوات الطعام والشراب التي قد يحتاجها الحاج أثناء الرحلة ومنها أبريق من الخزف وقدر من الفخار وملاعق خشبية ومعدنية، عمود طعام من النحاس المزخرف بأشكال هندسية ونقوش كتابية من العصر المملوكي، وزمزميه من الخزف من العصر الفاطمي، فضلا عن مجموعة من الأدوات الشخصية من العصر المملوكي كأمشاط الشعر واللحية، ومقص للتحلل من الإحرام. كما يضم المعرض صورتين من لوحات المستشرقين وقت الحملة الفرنسية توضح خط سير رحلة الحج برا وبحرا، وحامل مصحف يحمل اسم شفق نور وهى زوجة الخديوي إسماعيل ووالدة الخديوي توفيق، مصنوع من الخشب المزخرف بشكل التاج الملكي والنجوم الذي يعتبر شعار العائلة المالكة، بالإضافة إلى مخطوط دلائل الخيرات الذي يضم مجموعة من الاذكار والأحزاب من القرن 19، وستارة باب الكعبة من الحرير الأسود يزينها نصوص كتابية من آيات قرآنية وعبارات دعائية، وعبارة “أمر بصنع هذه البردة الشريفة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول بن فؤاد بن الخديوي إسماعيل بن الحاج إبراهيم باشا بن الحاج محمد على باشا سنة 1458”.