مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى بكتب : الهجمات الالكترونية ..ومشاكل الأنترنت في مصر

بدأ زبانية جهنم في تصعيد المواجهه ، أمام الاصرار المصري علي صفقه القرن واسرعوا بتغيير اساليب الضغوط والتهديدات التي يمارسوها علي مصر وقيادتها، فقاموا بتوسيع نطاق الحرب في السودان .. وزادت حجم الاستفزازات الاسرائيلية لمصر وجيشها ، واتهموا مصر بتهريب السلاح الي حماس من الانفاق ،وطالبوا ببجاحه بتواجد عناصرالأمن الاسرائيلي في عمليات التفتيش بداخل معبر رفح المصري وأعلنت الحكومة الإسرائيلية باستفزازشديد عن عزمها في مهاجمة ممر فيلادلفيا … ووزاد حجم الاستفزازات بقيام الامريكان وتوابعهم بحشد اساطيلهم البحرية في البحرين المتوسط والأحمر.. لمحاصرة مصر ومواجهة قواتها البحرية التي تزايدت قدراتها العسكرية مؤخراً بصورة كبيرة ، وكثفوا تواجدهم البحري عند باب المندب بما يسمح لهم بالتحكم في السفن التي تمر في قناه السويس ..ولتضييق الخناق على طريق الصين الحريري .
وطبعاً كلنا عارفين كل الامور دي وقرينا وسمعنا عنها … ولكن اللي ما نعرفوش ..أن كان فيه مجال جديد حاربوا فيه مصر وهددوها دون ان نشعر، أو نلاحظ .. لأنها حرب خفيه مستترة وهي حرب ( القرصنة الإليكترونية) .
وقد بدأت هذه الحرب علي مصر دون أن نلاحظها ، ولا أدري لماذا لم يحدثنا أو ينبهنا عنها أي مسئول..؟؟
ففي بداية نوفمبر الماضي أعلنت شركه( فوري) المصريه لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الرقمية عن تعرضها لهجمه الكترونية علي اجهزتها.. تبين بعد ذلك أنها مجموعة من القراصنه. Lock bitتمكنت من اختراق انظمه الشركه والحصول علي بيانات وحسابات عملائهم وطلبت فديه ماديه تدفع لها قبل يوم ٢٨ نوفمبر نظيرعدم تسريب هذه البيانات.
ولكن الشركه أعلنت أن هذا الهجوم لم يؤثر علي سلامة وأمن الحسابات والمعاملات المالية للعملاء .. واقتصر الاختراق علي بعض البيانات الشخصية لهم مثل الاسماء والعناوين وتواريخ الميلاد وارقام التليفونات ،
وفي ١٢ نوفمبر أعلن مصدر مسئول بميناء القاهرة الجوي عن احباط هجوم سيبراني تعرضت له الأنظمة الالكترونيه بالمطار وقد تم التصدي له بنجاح دون ان يؤثر على حركه الطيران .
وفي ٥ ديسمبر الماضي توقفت خدمه الانترنت علي مستوي الجمهورية وعادت علي مراحل في اليوم التالي .. وأصدرت الشركة المصرية للاتصالات بيانا ً قالت فيه أنه حدث عطل فني في أحد الأجهزة الفنية المسئولة عن تشغيل الجهاز الرئيسي للإنترنت .. ثم عادت الشركة ونفت شائعة حدوث قطع في كابلات الاتصالات البحرية بالبحر المتوسط ..وقالت انه سيتم تعويض العملاء ب١٠ جيجابايت مجانيه بعد الاصلاح.

وكان من الممكن أن يمر كل ذلك مرور الكرام ، وان يتم اعتباره من قبيل الصدف الغريبة ..الي أن نشرت( قناة الحرة الأمريكية العراقية ) منذ يومين تقريراً فنياً قالت فيه :
أن هناك هجمات سيبرانيه ايرانيه هددت مصر مؤخرا وانه في 19 ديسمبر الماضي تعرضت شركات الاتصالات المصريه في (مصر والسودان وتنزانيا ) لعمليات قرصنه الكترونيه وان مجموعه ايرانيه من الهاكرز تدعيMuddy Water أو ( المياه الموحله ) قد أعلنت مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي جاء في اعقاب هجمات سيبرانيه متبادلة بين اسرائيل وايران ، واضافت ان القاهرة لم تعلن رسمياً حتى لحظه نشر التقرير عن أي أضرار سيبرانيه خارجية .. علي الرغم من الازمه الكبرى التي تعرضت لها شبكه الانترنت الرئيسيه المصرية في بدايه ديسمبر الماضي .
وتحدث التقرير عن ايران واسرائيل باعتبارهما اللاعبين البارزين في مجال الامن السيبراني في المنطقة بسبب تقدمهما الكبير في تطوير ادواتهما الهجومية ضد بعضهما … ولكن هذه المرة كان الهجوم علي مصر مثيراً للاستغراب … خصوصا وهي تعتبر طرفاً محايداً ولاعباً رئيسياً في مفاوضات الهدنه بين اسرائيل وحماس ، وهي الممر الوحيد لدخول المساعدات الانسانية ، ويخرج عن طريقها المئات من الهاربين من نيران الحرب من الجنسيات المزدوجه.
كما صرح الدكتور محمد عزام استشاري التحول الرقمي ( لموقع ارفع صوتك بواشنطن ) ان الهجوم الاخير على مصر مثير للاهتمام لأنه يرتبط بالموقف المصري من حرب غزه .. وانها وسيله للضغط على مصرلكي تقبل مطالب رفضتها .. واضاف ان قطاع الامن الالكتروني المصري قد رصد كل ماحدث بدقه متناهيه لانه لديه انظمه متكاملة حديثه لتأمين قطاعات الدولة بالكامل تماثل الأنظمة الموجوده في الدول المتقدمة .

حضرات السيدات والسادة قد يفسر ذلك كله بعض أسباب شكاوينا المستمرة ومتاعبنا مع الانترنت في الفترة الأخيرة والتي لاحظنا وعانينا فيها جميعاً من انحدار مستوى خدماتها .
ومهما كان الأمر .. ومهما كانت الظروف أو الصعوبات التي نعلمها أو لانعلمها … فان ذلك كله لايبرر ولايجيز للشركة المصرية للاتصالات رفع أسعارها بتلك الصورة الاستفزازية مع بداية العام الجديد لسوء الخدمة التي تقدمها .. ولقله كفاءتها ، وانحدار مستويات أدائها.

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى