الشيخ محمد زكي بداري يكتب: لقد أعلن الكفر إفلاسه من قديم
اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون، اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا؛ لقد أعلن الكفر إفلاسه من قديم، وهو يحارب الإسلام بكل إمكاناته المتاحة على كل الأصعدة، في كل زمان، ومكان، إلا أن أتباعه يناوشون عظمته من بعيد بين الحين والحين، بالاتهام المعبر عن الحقد الأسود البغيض
قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون .. قالوا في الله خالقهم، وقالوا في نبيه صلى الله عليه وسلم، وقالوا في القرآن العظيم: زورا، وإفكا عظيما، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .. فلا طمع في إيمانهم، أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون
فكل محاولاتهم تنبئ عن يأس وقنوط، فيحاولون جاهدين المناوشة من بعيد، من خلال حقدهم الأسود ليصدوا عن سبيل الله، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا يتم نوره ولو كره المشركون، والله متم نوره ولو كره الكافرون
إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون * والذين كفروا إلى جهنم يحشرون * فنحن المسلمين، نؤمن بأن كل محاولات الكفر يائسة، لا تقوى على طمس الفطرة، فطرة الله التي فطرة الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذالك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولا يستطيع الباطل مهما أوتي من قوة أن يدمغ الحق فيذهقه، ولكن الذي يملك ذلك هو الحق ، وربنا الحق ، ودينه دين الحق ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، رسول الحق والنتيجة .. بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون، كل ذالك مستقر في عقيدتنا نحن المسلمين، والقرآن الكريم محفوظ بحفظ الله، ولن تستطيع البشرية محوه، ولا تغييره، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، ونحن على يقين بأن حركة الكفر لم، ولن تتوقف عن الكيد للإسلام وأهله، والطعن في كتابه، وفي رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ماذا صنعنا نحن الوارثين للدين ، حملة الرسالة، حتى استضعفنا أخس وأضعف خلق الله على الإطلاق .. تنكرنا لمصدر عزنا، وقوتنا، وكنا به خير أمة، وعادينا الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأصبحنا بدون الإسلام لا نساوي شيئا، بعد أن كنا كل شيئ، واستهان بنا عدونا، بعد أن هنا على أنفسنا، فاحتل أرضنا، ونهب أموالنا، واستباح، أعراضنا، ومقدساتنا، واختار من بين صفوفنا خونة مارقين، ارتدوا على ادبارهم ، وساموا شعوبهم سوء العذاب، استباحوا الكرامة، وأفقروا الشعوب، وجعلوا بلاد العروبة والإسلام، مواطن بلا رسالة ولا هدف سوى مرضاة شر خلق الله على حساب سخط ربهم
أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير .. بالطبع لا .. فالذي أحرق المصحف الشريف، والذي سب ربنا ونبينا، واستباح مقدساتنا، واحتل بلادنا وظاهر على إخراجنا، لم يكن الكفرة أعداؤنا، بل نحن الخونة المارقين .. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين فلا تلوموا الكفرة على كفرهم وسب الله ورسوله، وتمزيق كتابه وحرقه، بل لوموا الخونة، إنهم لهم المجرمون حقا، وأجرم منهم، من يرضى عنهم، ويصفق لهم، وحاله يقول: ذروني آكل العيش بالجبن، فمن لم يتمعر وجهه، ويعلن عن غضبه، ويقاطع شر أعداء الله، ويوالي ربه ورسوله، فأولئك هم الخائنون، المارقون حقا، وحسبهم جميعا جهنم وبئس المصير .
بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفربها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم احفظ بلاد العروبة والإسلام من الحاقدين ، والماكرين ، والمنافقين ، والمعتدين الآثمين ، واحفظ مقدساتنا ، ومصرنا الحبيبة من كل كيد ، ومكر ، واجعل أهلها دوما في أمانك ، وضمانك ، ومتعنا بوعدك الكريم .. ويشف صدور قوم مؤمنين .. فقد تشوقنا إليه رب العالمين ، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
———
* الأمين الأسبق للبحوث الاسلامية