الرئيس السيسي يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة
كتبت خديجة حمودة
وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ 41 لتحرير سيناء.
يذكر أن مصر تحتفل اليوم الثلاثاء 25 أبريل، بعيد تحرير سيناء بعد استردادها من المحتل الإسرائيلي في عام 1982،واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988، ورفع العلم المصري فى 19 مارس 1989، وقد احتفل المصريون الشهر الماضي بالذكرى 34 لتسلم طابا من المحتل الاسرائيلي ورفع العلم المصري عليها.
وتحظى سيناء بمكانة متميزة وغالية في قلوب كل مصري، مكانة صاغتها الجغرافيا، وسجلها التاريخ، وسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر العصور، فسيناء هى الموقع الاستراتيجي المهم وهى المفتاح لموقع مصر العبقرى فى قلب العالم، وهى نقطة الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين مصر والشام وأوروبا.
وتأتي ذكرى تحرير سيناء هذا العام، بالتزامن مع خطة شاملة للتنمية والتعمير لشبه جزيرة سيناء بدأت منذ سنوات، وجدد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءاته مع أهالي وشيوخ سيناء، يوم العاشر من رمضان خلال الاحتفالات بذكرى انتصارات اكتوبر، أنه لن يسمح بأن يرفع أحد سلاحًا يهدد به المصريين أو الدولة، وأن التنمية فى سيناء مستمرة كجزء من المعركة، التنمية تحدٍ مهم بدأ من أنفاق سيناء الخمسة، وتواصل بمحطات تنقية وتحلية مياه وآبار، واستصلاح ما يقرب من نصف المليون فدان، وإصرار على السير في التنمية ومواجهة التحديات المختلفة بنفس الإصرار والصبر والعمل.
وكان د. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولى وعضو هيئة الدفاع المنبثقة من اللجنة العليا لطابا، قد قال «من رأى طابا قبل ٣٥ عاما، يصعب عليه تصديق ما أصبحت عليه اليوم لما اصبحت عليه هذه المدينة الغالية».
وأضاف شهاب، أن طابا الآن بعد مرور ٣٤ عاما من استعادتها، نراها طابا المزدهرة المليئة بمظاهر الحياة والسياحة بما تحويه من فنادق ومبان وحدائق تزينها الخضرة وأفواج سياحية وخدمات متنوعة، لتصبح مدينة تنبض بالحياة والطبيعة.
وتابع، «نفس الأمر بالنسبة لسيناء أيضا التى شهدت خلال السنوات العشر الماضية طفرة تنموية حقيقية، على كل المستويات زراعية وصناعية وتوفير خدمات واعمال تعمير فى كل مكان بها، بتكلفة تتعدى مليارات الجنيهات وهذا من أجل تنمية مستدامة، الأمر الذى يدعو الى الفخر والاعتزاز، والقادم أفضل إن شاء الله».
واسترجع د. مفيد شهاب بذاكرته التاريخ ما قبل 40 عاما، ويقول «يوم ٢٩ من سبتمبر عام ١٩٨٨، كان يوما غير عادي، حيث اكتملت فرحتنا بعودة سيناء كاملة دون فقد شبر واحد منها. وقال: «الساعة الثانية ظهرا، الذى يصادف نفس توقيت اول طلعة جوية فى حرب اكتوبر 1973، أصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها التاريخى فى جلسة علنية عقدت فى قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمى لحكومة مقاطعة جنيف فى حضور وكيلى الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين، معلنة عودة طابا لأحضان الوطن».
وأضاف عضو هيىة الدفاع المنبثقة من اللجنة العليا لطابا، انه كان ضمن عدد محدود من الوفد المصرى لمعاينة مواقع العلامات بشمال ووسط وجنوب سيناء، خلال زيارة اعضاء هيئة التحكيم لسيناء للمعاينة على الواقع وذلك بعد جلسة الاستماع لأقوال الشهود، ووقتها زرت منطقة طابا التى بها العلامة الحدودية رقم ٩١، لأول مرة حيث كانت المنطقة خالية ليس فيها من مظاهر الحياة سوى الأشياء البدائية البسيطة، فقط بعض المبانى والمحال المهجورة، وبعض الخيام يتمركز فيها بعض الجنود الاسرائليين، لكن ما يميزها هو موقعها الرائع الذى يطل من أعلى فوق تبه عالية على خليج العقبة.
من جانبه، أكد السفير عبد الرءوف الريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اللجنة القومية العليا لطابا برئاسة د. عصمت عبد المجيد وعضوية 24 خبيرا، التى تشكلت فى مايو 1985 بقرار من مجلس الوزراء، قد قامت بملحمة قانوينة ودبلوماسية من الطراز الأول من اجل استرجاع هذه المنطقة الاستراتيجية الغالية، لقد كان المفاوض المصري شديد الوعي بأساليب إسرائيل بتمتعها بالقدرة الفائقة على الجدل والحوار غير الموضوعى، ونجح من خلال امتلاكه الحرفية والمصداقية والثقة بالله وبالنفس فى مواجهة المفاوض الإسرائيلي.
وأضاف الريدي، خلال فترة التحكيم كنت سفيرا لمصر فى واشنطن، وكان لدينا يقين بأننا سوف نسترجع طابا، حيث إن كل الدلائل والأسانيد والصور والمستندات الدالة على صحة ادعائنا. وأضاف: أن ما كان يميز هذه اللجنة أنه تم تشكيلها من خبراء ومتخصصين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية من مؤيد أو معارض.
وثمن سفير مصر فى واشنطن الأسبق، الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل إعمار وتنمية سيناء الغالية، التى ارتوى ترابها بدماء أبنائها وشهدائها.
وأضاف، هذه الأرض الطاهرة التى كلم الله فيها سيدنا موسى، تمثل فرصة كبيرة لترويج كل أنواع السياحة بها، خاصة السياحة الدينية، وقد شاهدت قبل عدة أيام لقاء الرئيس السيسي ورئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى ومتابعته لمشروع التجلى الأعظم بمدينة سانت كاترين، الذى سيعد مقصداً تراثياً ودينياً وسياحياً عالمياً للزائرين من كل أنحاء العالم.