افتتاح هادئ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. واحتفاء خاص بالراحلين سمير صبري
بوابة مصر الآن
انطلقت أمس الأول السبت، الدورة الـ 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي تستمر فعالياتها حتى 22 نوفمبر الحالي، ويعرض خلالها أكثر من 108 أفلام تمثل 52 دولة، من بينها عروض عالمية أولى، وأخرى تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
لم يكن الافتتاح صاخبا، وجاء في مجمله بسيطا، فعلى غير العادة، لم يشارك في التقديم فنانون، وبالتالي لم يكن هناك سكتشات تمثيلية، وتولت الحفل الإعلامية جاسمين طه ذكي التي عادة ما كانت تكتفى بتقديم حفل الجوائز في ختام المهرجان.
كما لم يكن هناك أغنية خاصة، ولكن كانت البداية بتكريم خاص للفنان الراحل سمير صبري، الذي اختار المهرجان أن يكون الاحتفاء به أول ما يحدث في حفل الافتتاح بعد السلام الوطني مباشرة، من خلال عرض مقاطع من أبرز أغنياته، فيما شارك عدد من الراقصين في استعراض على المسرح، وهو ما تفاعل معه الحضور بالتصفيق والإعجاب، ليظهر بعد ذلك الفنان حسين فهمي الذي عاد لرئاسة المهرجان بعد مرور 21 عامًا على فترته الأولى قائلا: «والله زمان يا جماعة وحشتوني، سعيد بالوجود معكم ومع النجوم العظام»، قبل أن يتحدث بتأثر شديد عن علاقته الخاصة بالفنان سمير صبري موضحا: «سمير كان صديقًا عزيزًا.. وكانت بيننا لحظات فيها رقة وعذوبة».
وخلال كلمته، قال حسين فهمى، إنه يتشرف برئاسة المهرجان، مؤكدًا عشقه للسينما بشكل عام والمصرية بشكل خاص، ولذلك قرر ترميم فيلمين هذا العام هما «يوميات نائب في الأرياف»، و«أغنية على الممر»، ويتمنى أن يستمر هذا النهج في مهرجان القاهرة، بأن يكون له دور في ترميم تاريخ السينما.
وأضاف فهمي، أنه كان حريصًا على أن يكون المهرجان صديقا للبيئة، مواكبا قمة المناخ 27 COP، وذلك عبر تقليل استخدام البلاستيك والمطبوعات الورقية، وكذلك الاستعانة بسيارات كهربائية لنقل الضيوف، لافتا خلال حفل الافتتاح حرص الفنان حسين فهمي على اصطحاب شباب من ذوى القدرات الخاصة معه على السجادة الحمراء في حفل الافتتاح.
ولم يكن الاحتفاء بالراحلين فقط من خلال الاستعراض الذي تم تقديمه على أغاني سمير صبري، ولكن المهرجان عرض فيديو آخر، احتفى فيه بمجموعة من الفنانين الراحلين، وهم الفنان “هشام سليم، ومها أبو عوف وشقيقها عزت أبو عوف، والفنان محمود ياسين”، وهى اللفتة التي تفاعل معها الجمهور بحماس شديد.
بداية التكريمات، كانت بصعود الفنانة نيللي كريم على خشبة المسرح لتقدم جائزة فاتن حمامة للتميز للمخرجة كاملة أبو ذكرى، التي قالت خلال كلمتها: «مهرجان القاهرة كنت بحلم أدخله دلوقتي واقفة بتكرم.. حلم كبير مش مصدقة إنه بيتحقق».
وتابعت: «الحقيقة أشعر بامتنان وحب وتقدير من كل الفنانين اللي قابلتهم، واللي آمنوا بيا واللي مآمنوش بيا هم أيضا تأثرت بهم، خلال مشواري الذي بدأته وعمري 16 سنة، عمرى كله قضيته في السينما، عشق وحب، وأشكر أيضا كل فنان اشتغلت معاه وقدمني، ومنهم؛ الأساتذة نادر جلال وعاطف الطيب وأسامة فوزي، ومحمد خان وأحمد زكي، ونور الشريف، ناس كتير قدمت الدعم ووقفت في ضهري، وكبرتني ووصلتني للحظة دي».
فيما كان التكريم الثاني من نصيب المخرج المجرى بيلا تار، الذي قدمه المخرج أمير رمسيس مدير المهرجان، وسلمه برفقة الفنان حسين فهمي، جائزة الهرم الذهبي التقديرية.
وخلال كلمته، أعرب بيلا تار، عن امتنانه وفخره لحصوله على جائزة الهرم الذهبي، قائلًا إن: «حصولي على الجائزة يُعد شرفًا عظيمًا لي».
وأضاف: «رغم اختلاف الثقافات والأديان، إلا أن لغة المشاعر والسينما هي التي تجمعنا، وتجعلنا نفهم بعضنا البعض»، مؤكدا: «هذا ما وصلني منكم من مشاعر واحترام، خصوصًا أنها المرة الأولى لزيارة مصر».
التكريم الثالث والأخير فى حفل الافتتاح كان للفنانة لبلبة، التي استطاعت أن تخطف الأنظار بحضورها على المسرح، فتأثر الجميع معها بالدموع عندما حكت ذكرياتها مع والدتها التي كانت تنتظر تكريمها بفارغ الصبر في مهرجان القاهرة، ورحلت قبل أن تراها تتسلمه، وفي الوقت نفسه استطاعت أن تدخل البهجة وتنتزع الضحكات من الجميع، عندما تحدثت عن لحظة ميلادها التي شعرت بها والدتها وهي تشاهد فيلما في السينما، وكانت المفاجأة للجميع، عندما أعلنت أن عيد ميلادها هو 13 نوفمبر، فوقف جميع الحضور ليحتفلوا معها بعيد ميلادها، وتمنوا لها عيد ميلاد سعيد.
وخلال كلمتها، عبرت لبلبة، عن سعادتها بتكريمها بجائزة إنجاز العمر، حيث تقدمت بالشكر لمصر التي تربت في خيرها على هذا التكريم، وتابعت باكية، إن جمهورها شجعها منذ طفولتها حتى الآن، مقدمة الشكر لكل زملائها الفنانين الذين تجمعهم بها علاقة مودة كبيرة.
وأضافت أنها عندما تنظر للكواليس من المسرح طوال تاريخها كانت تجد تشجيعا كبيرا من والدتها، التي كانت تتمنى لها هذا التكريم، ولذلك تعتبر هذه الجائزة تحقيق لأمنية والدتها الراحلة، دون أن تتمالك نفسها وانخرطت في البكاء.
الحفل الذي أقيم بحضور وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، وعدد من نجوم الفن المصري والعربي، عرض المهرجان بعد انتهائه مباشرة الفيلم الأمريكي «آل فابلمان»، إخراج ستيفن سبيلبرج، وتدور أحداثه حول سامى فابلمان، الفتى الصغير الذى نشأ في أريزونا فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ويكتشف سرًا خطيرًا عن عائلته، مما يؤدى به إلى اكتشاف قدرة الأفلام على إرشادنا إلى الحقيقة.