مقالات الرأى

احمد عبد المقصود يكتب : خطة وزارة السياحة وعلاقتها بالواقع !

0:00

يطلق وزير السياحة والآثار أحمد عيسي من أن لأخر، تصريحات صحفيه حول خطة الوزاره باستهداف 20 مليون سائح بحلول العام المقبل 2024 !! وكذلك بناء 500 ألف غرفه فندقيه بحلول عام 2028!!

وفي الحقيقه عندما طالعت هذه التصريحات المتتاليه أدركت آنها لن تخرج عن كونها ماده صحفيه للاستهلاك المحلي فقط ، ربما المقصود منها مغازله الرأي العام المصرى ، أو البرلمان ،ولكنها في ظني ، وليس كل الظن إثم ، غير واقعية بالمره ولا صله لها بآي حال من الاحوال مع واقع يعيشه قطاع السياحة المنهك من جراء ضربات موجعه طالته طيلة السنوات الماضية بداية من ثورة يناير 2011 وثورة 30 يونيو ٢٠١٣ وأزمة السياحة الروسيه في 2015 والحرب الروسيه الاوكرانية التي افقدتنا السوق الاوكراني تماما ،ونهاية بأزمة كورونا التي لم يمضي علي نهايتها سوى أشهر قليله!

واذا ناقشنا الشق الأول من تصريحاته باستهداف الوزارة جذب 20 مليون سائح العام المقبل، سنجد ان الوزير لم يرفقه بتوضيح حول كيفية تحقيق هذا الرقم الصعب ؟ فهل هناك خطط لا نعلمها تمت مع منظمى الرحلات الكبار في الخارج ، هل سيتم فتح اسواق جديده ، وهل هناك حزم تحفيزيه تم وضعها تجعل منظم الرحلات يغير وجهة طائراته من الدول المنافسه الي مقاصد مصر السياحية المختلفه ؟ هل لديك الإمكانات اللازمة لاستقطاب هذا العدد، هل لديك الايدى العاملة المدربه لخدمتهم وتقديم صوره ايجابيه عن المنتج السياحى وخلق تجارب ناجحه يلمسها السائح المستهدف ؟

أسئلة كثيره تجول بخاطرى عندما تقع عيني علي تلك الارقام التي يتم إطلاقها من حين لأخر ، ودائما ما اجهد نفسي باحثًا عن أجابه ولكن للاسف لا اجدها في سطور هذه التصريحات او تلك الخطة.

ثم كيف سوف يتم تحقيق هذا الرقم ” الحلم” في ظل استمرار الحرب الروسية الاوكرانية ، ومن المعروف ان هاذين السوقين كانا خلال السنوات الماضية من اكبر الدول المصدره للسياحة المصريه!!؟؟

علينا ان نضع خططنا وفقا للمعطيات الدولية والاقليمية والمحلية وليست فقط للاستهلاك الاعلامي ومغازلة الرأي العام ، وغالبا ما تأتي تصريحات الوزاره وخططها نسخه مكرره ومعاده لوزراء السياحة السابقين الذين وقفوا تحت قبة البرلمان واطلقوا وعودا واهيه لم يحققوا منها حتي غادروا كرسي الوزاره !

ثم كيف سنحقق هذا الرقم في حين اننا و حتي يومنا هذا لم نلامس ما حققناه عام 2010 المسمى بعام الذروه السياحية والتي وصلت فيه الاعداد الي حوالي 15 مليون سائح ؟

واتذكر هنا ان عام 2010 كانت هناك مشكله كبرى في عدم توافر غرف فندقيه كافيه وان بعضا من منظمى الرحلات كانوا يعانون من عدم وجود أماكن بالفنادق والقرى السياحية لإن نسبة الاشغالات وصلت الي 100%، وذلك بالرغم من امتلاكنا لحوالي 180 الف غرفه فندقيه في ذلك الوقت !!

وهذا ما يدفعنا ايضا الي التساؤل حول الشق الثاني من تصريحات الوزير ،فيما يخص خطته بزيادة عدد الغرف الي 500 الف غرفه بحلول عام 2028، حيث ان التصريح لم يشر من قريب أو بعيد الي كيفية بناء هذا العدد الكبير من الغرف والذي يحتاج الي استثمارات ماليه ضخمة تصل الي المليارات ، هذا في الوقت الذي أكد فيه الوزير في تصريحات سابقة ان هناك عدد كبير من الفنادق مازالت مغلقه في المقاصد السياحية المختلفه ، وانها خارج الخدمة بسبب الأزمات المتتاليه التي ضربت قطاع السياحة.

وكان الأولي ان نعمل علي اعادة افتتاح تلك الفنادق بعد حصرها ودراسة اسباب توقفها حتي الآن ؟

وهنا لا اعرف علي وجه التحديد ما هى رؤية الوزارة حول كيفية إعادة تشغيل تلك الفنادق ؟ وما هي الإجراءات التي قامت بها في هذا الصدد ، وعلى حد علمي فإنها لم تحرك ساكنا وانه رغم مرور شهور علي تصريح الوزير الا ان هذه الفنادق مازالت مغلقه .

كما اننا ايضا لم نعلم علي وجه التحديد ما هى خطة الوزارة لجذب رؤوس الاموال الاجنبيه والمحليه للاستثمار في قطاع السياحة وبناء هذا العدد من الغرف؟ كنت أتمني ان يقوم الوزير بعرض خطته متضمنه برنامج محدد يشرح لنا كيفية بناء تلك الغرف وهل هناك سيوله تم توفيرها او عروض تم تقديمها من المستثمرين ، اخشي ما أخشاه ان تذهب تلك الخطط الي أرشيف الذكريات كما حدث مع وزراء السياحة السابقين.

زر الذهاب إلى الأعلى