إعداد الاستراتيجية العربية لصون التراث غير المادي بالأعلى للثقافة
كنبت- أنس الوجود رضوان
انعقد بمقر المجلس الأعلى للثقافة، اجتماع إعداد الاستراتيجية العربية لصون التراث الثقافي غير المادي وتوظيفه في البلدان العربية، الذي تُنظمه المُنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.
وتضمنت وقائع الجلسة الافتتاحية، كلمات ممثلي “وزارة الثقافة المصرية”، و”المُنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم”، و”اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة”.
وأعربت الدكتورة نهلة إمام -خبيرة التراث، وممثل مصر لدى منظمة اليونسكو، والمشرفة على فريق “إحياء عناصر التراث الثقافي غير المادي والترويج لها- عن سعادتها بانعقاد ذلك الاجتماع في القاهرة، بلد الألف مئذنة، لوضع استراتيجية عربية لصون التراث الثقافي غير المادي، وللحوار حول آليات تنفيذ تلك الاستراتيجية التي رجت أن تكون خارطة طريق تتحقق فيها بعض الأحلام، بتحدي كل الظروف الراهنة محليًّا وعربيًّا، معتبرة ذلك الاجتماع مناسبة لتبادل الأحلام، وصياغتها بدعم من منظمة “ألكسو”، على أن يعود كل ممثل دولة إلى دولته بمخطط به مشروعان على الأقل، مشتركان بين الدول المشاركة، ومشروعان آخران على مستوى كل دولة على حدة، بالتعاون بين الخبراء الذين يلتقون اليوم على أرض مصر، مثمِّنة جهودهم لتوجيه دفة الحلم العربي للتراث الثقافي غير المادي.
وأشارت إمام أن المنطقة العربية قد شهدت نجاحات متتالية في صون التراث على جميع الأصعدة من توجيهات بنقل التراث غير المادي وحمايته والترويج له وإعادة إحيائه، مؤكدة أهمية التراث غير المادي للأمة العربية، وكيف تجعله زادها اليومي، وهو بحق تراث جدير بالترويج له على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وإن لم يكن قد مر سوى عشرين عامًا على اتفاقية صون التراث، فإن منطقتنا العربية بها عناصر فاق عمرها آلاف السنوات، ولتكن تلك فرصة لإبراز تلك العناصر وللتخطيط لاحتفال مشترك بهذه المناسبة جنبًا إلى جنب مع الاحتفالات الوطنية للدول العربية.
وقد اقترحت إمام رفع هذا المخطط للاحتفال من خلال المنظمة العربية “الألكسو” لليونسكو، ومن خلال اجتماعها المنعقد آنيًّا، قررت أن تقيم احتفالًا مشتركًا بمرور عشرين عامًا على الاتفاقية، على أن يتم بحث الموقع والرعاية وبنود الاحتفال، على أن يكون ذلك الاجتماع مناسبة لتسليط الضوء على جهود الدول ومشاركة منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في صون التراث الثقافي غير المادي.
وأكدت إمام أهمية أن يدرج بند لحث الدول على تسجيل منظمات المجتمع المدني المعنية بالتراث الثقافي غير المادي للحصول على اعتماد الاتفاقية.
ومن الجدير بالذكر أن ذلك الاجتماع يأتي في إطار الاحتفال هذا العام، بمرور عشرين سنة، على توقيع اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، حيث أعدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، برنامجًا ثريًّا ومتنوعًا، يقوم أساسًا على مواصلة الإشراف على تنفيذ مشروع خارطة العمل الخمسية للملفات العربية المُشتركة، والمساهمة في إعداد كتاب مشترك لعناصر التراث الثقافي غير المادي المسجلة لدى اليونسكو، وذلك على غرار نظيره الخاص بالتراث العالمي، والذي صدرت طبعته الثانية في سنة 2022، وكذلك دعم الدول ذات الاحتياجات الخاصة، للالتحاق بمسار التسجيل، من خلال مساعدتها على إعداد ملف مشترك سنة 2023، وتقديمه سنة 2024، للتسجيل على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو.
كما تسعى منظمة “ألكسو”، إلى وضع خطة عربية مشتركة، تكون بمثابة الدليل العملي لصون التراث الثقافي غير المادي بالبلدان العربية، يتم الاستعانة به في مختلف البرامج والمشاريع، بهدف تقييم المراحل المنقضية، وتجويد الأعمال الجاري تنفيذها، واستشراف المستقبل بالنسبة إلى ما يتم الإعداد له للسنوات القادمة.