أنس الوجود رضوان تكتب : مهرجان القاهرة السينمائي في عامه ال٤٤ نجاح ملموس وخلل داخلي
انتهت منذ أيام قليلة الدورة ال ٤٤ لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى اتسم بفعاليات عديدة من ندوات وماستر كلاس لكبار السينمائيين علي رأس القائمة المخرج المجري المكرم بيلا تار ، واليابانية ناعومي كاواسي والمخرجة المتوجة بجائزة فاتن حمامة التقديرية كاملة ابو ذكري. فضلا عن انفراد بعرض عالمي ودولي لعدد من الأفلام الهامة، ولأول مرة ترميم ثلاثة افلام من كلاسيكيات السينما المصرية وهما الاختيار للمخرج يوسف شاهين وأغنية علي الممر للمخرج علي عبد الخالق وفيلم يوميات نائب في الأرياف للمخرج توفيق صالح. فيما يبدو ان هناك جهد ملموس من الفنان حسين فهمي، الذي نجح في استعادة بريق المهرجان ليليق بإسم مصر ، وقرر تنفيذ توصيات قمة المناخ التى عقدت بشرم الشيخ بالتزامن مع موعد انطلاق المهرجان وحققت نجاح منقطع النظير ، اذ قرر عدم استخدام البلاستيك نهائياً بالمهرجان، واستخدم السيارات الكهربائية فى تنقل الضيوف ،وحاول أن يكون المهرجان همزة وصل بين الأجيال ، ويضع فهمى فى الأيام القادمة صياغة جديدة للمهرجان فى دورتة القادمة ويبدأ دراسة السلبيات والايجابات. ولاننسي دور أسامة عبد الفتاح واندروا محسن الذي كان لهم دور واضح وملموس ظهر في إدارتهم للندوات،وهذا يرجع لثقافتهم وخبراتهم فى المهرجان.
ورغم الاجتهادات التي لاحظناها لمن هناك بعض الإخفاقات التي يجب ان يلتفت لها الفنان حسين فهمي ابرزها اختيار شخصيات تليق بالمرحلة القادمة ،والتدقيق فى اختيارالأفلام المشاركة ،خاصة وان بعض الأفلام التى عرضت بالمهرجان لاتليق بمجتمعنا ،مثل فيلم السد الذى حصل بطله ماهر الخير بجائزة أحسن ممثل ضمن المسابقة الدولية ،وارى أن السيناريست المخرج على شرى، فشل فى كتابة الفيلم الذى خلى من السيناريو واعتمد على حوار ارتجالى لبطل العمل واللقطات المصورة لتتحدث عن حال السودان ..ومن اسم الفيلم تخيل الجميع أنه يناقش سد النهضة الذى أضر السودان ومصر لكن المخرج أخذ اسماً لاعلاقة له بالمضمون .وكان عليه أن يقدم الاحداث فى فيلم تسجيلى لا يتعدى ربع ساعة ، أما أن يكون روائى طويل فهو الفشل بعينه ،
وحاول المخرج أن يجعل البطل دموياً معارضاً على مايعيشه ..فمشهد قتله للكلب كان تعبير على رفضة للواقع يحث على العنف والتمرد على الاستقرار وأسوأ مشاهد الفيلم تلوث النيل بدم البطل ، ويافطة يسقط حكم العسكر وأتساءل كيف جاء لمخرج لبنانى الجرأة على إهانة جيش دولة هو صمامها وامانها بسقوطه تسقط السودان ،وواضح أن المخرج لم يتعلم الدرس بما حدث للبنان الجميلة التى كانت نوارة المنطقة.
كما يجب اعادة النظر في الملف الذي اثاره رئيس المهرجان وهو عدم حضور أشخاص لاعلاقة لها بالسينما والإعلام.