قال عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفتوى صنعة لها منهجيتها العلمية التي تقوم عليها، وضوابط تتعلق بمعنى الفتوى.
وأضاف خلال مقابلة مع برنامج «فتاوى الناس» على فضائية «الناس»، اليوم الخميس: «الفتوى لها آداب، فيجب معرفة من يفتي وصفة المفتي وصفة المستفتي، والفتوى هل هي ثابتة أم تتغير حسب أحوال الإنسان».
وأوضح أن الأصل في الفتوى أن تجعل المجتمع مستقرًا بعيدًا عن الاضطراب، لأن الأحكام الشرعية جاءت لرفع الحرج عن الإنسان، مؤكدا أن الأحكام الشرعية لم تأتِ لتوقِع الإنسان في الحرج، فالفتوى هي ميزان الشريعة في المجتمع وجاءت لتحقيق مصالح العباد.
وتابع: «مفيش حاجة اسمها استفت قلبك للعوام.. دى للعلماء وليس للأشخاص العاديين.. كان كل واحد يروح يستفتتى قلبه وخلص الموضوع، القلب أحيانا يميل إلى الهوى ويبعد عن ربنا، أنت مش عالم عشان تستفت قلبك، ومحتار بين مسألتين وقاعد تستفت قلبك مين الأفضل، لأ كان الصحابة استفتوا قلبهم وخلص الموضوع ومراحوش للنبى صلى الله عليه وسلم، ولا كانوا راحوا للفقهاء من الصحابة، كان الموضوع خلص وكل واحد يستفتى قلبه».
وأوضح أنه لم يكن في عهد الرسول المدارس الفقهية المتطورة التي وجدت بعده، متابعا: «لدينا الإمام أبو حنيفة صاحب مدرسة في الفقه والفتوى، الإمام الشافعي والإمام أحمد كذلك، وكلٌّ له أتباعه وتلاميذه، وكله يأخذ من النص ما يفهم، وهذه رحمة أرادها الله بالعباد، لافتًا إلى أن المدارس الفقهية التي جاءت بعد ذلك لم تأتي لتحدث اضطرابًا في المجتمع، بل نحن من نحدث هذا الاضطراب بعدم فهمنا للفتوى وعدم فهم تنزيل النص الشرعي على الواقع الذي نعيشه، أما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد الصحابة، ولكنه اجتهاد قليل رغم وجود آلية الاجتهاد وهي العقل».