بعد أن وجهه مالك “تويتر” الجديد ورئيسها التنفيذي إيلون ماسك بطرد مئات الموظفين كجزء من قرار الشركة خفض قوتها العاملة إلى النصف، ما كان من أحد المديرين في تويتر إلا أن تقيأ عند تلقيه هذا الأمر!
في التفاصيل كشف بعض موظفي تويتر الحاليين والسابقين لـ”التايمز” أن العديد من العاملين علموا بعمليات التسريح الجماعي عبر Slack، وهي قناة داخلية، حيث ناقش فرق الموارد البشرية والقانونية الخطوة الوشيكة قبل يومين من بدئها في 4 نوفمبر.
3738 عاملاً
وأشارت رسالة واحدة تمت مشاركتها على نطاق واسع على Slack إلى إمكانية تسريح ما يصل إلى 3738 عاملاً. فبدأ الموظفون على الفور بتوديع زملائهم وتبادل المعلومات، وفق ما أفادت “نيويورك بوست” الجمعة.
إلى ذلك اتصل مستشارو ماسك بأحد مديري الهندسة وأفادوه بقائمة تضم مئات الأشخاص الذين عليه فصلهم. فما كان منه إلا أن تقيأ في سلة مهملات كانت بالقرب منه.
وفي 3 نوفمبر، تلقى الموظفون بريداً إلكترونياً يشير إلى أنه سيتم إبلاغهم عن وضعهم بالشركة في صباح اليوم التالي. وفي 4 نوفمبر، “اختفت” نصف القوة العاملة في تويتر، بما في ذلك 80% من الكادر الهندسي.
خطوة محرجة
في حين أولئك الذين بقوا “ناموا في المكتب حيث عملوا بجدول زمني شاق لتلبية أوامر ماسك”، بحسب تقرير لـ”نيويورك تايمز”.
غير أنه في خطوة محرجة، طُلب من عشرات العمال المسرحين العودة لأن بعضهم تم فصلهم عن طريق الخطأ، فيما تم طرد البعض الآخر قبل أن تدرك الإدارة أن عملهم وخبراتهم ذات قيمة محتملة للمساعدة في بناء ميزات جديدة يريدها ماسك لتويتر، وفق تقرير لـ”بلومبرغ” نقلاً عن شخصين على دراية بهذا الأمر.
احتمال إفلاس الشركة.. واستقالات
يذكر أنه بعد مجزرة التسريح الجماعية، أبلغ ماسك موظفيه الخميس باحتمال إفلاس الشركة. وبالتزامن مع هذا الإعلان استقال المزيد من المديرين التنفيذيين، بينهم مديرة الموارد البشرية، كاثلين باتشيني، ورئيس قسم الثقة والأمان، يوئيل روث، ومدير الإعلانات، روبن ويلر، بحسب ما أكدت 4 مصادر مطلعة لـ”نيويورك تايمز”.
جاء ذلك في أعقاب استقالات 3 من كبار المسؤولين التنفيذيين في تويتر المسؤولين عن الأمن والخصوصية والامتثال الأربعاء، وفق شخصين مطلعين على الأمر وما أظهرته وثائق داخلية.
شركة تويتر (أرشيفية من فرانس برس)
وهم كل من كبيرة مسؤولي أمن المعلومات، ليا كيسنر، والمسؤولة عن الخصوصية، داميان كيران، وكبيرة مسؤولي الامتثال، ماريان فوغارتي، اللواتي قدمن استقالاتهن قبل يوم واحد من الموعد النهائي لإرسال تقرير الامتثال إلى لجنة التجارة الفيدرالية، التي تشرف على ممارسات الخصوصية في الشركة كجزء من تسوية عام 2011.
فيما أكد المتحدث باسم تلك اللجنة، دوغلاس فارار، في بيان، أنها “تتابع التطورات الحاصلة ضمن تويتر بقلق عميق”، مضيفاً أن لا أحد فوق القانون.
تخبط وذهول
يشار إلى أنه منذ شرائه تويتر، أواخر أكتوبر الفائت مقابل 44 مليار دولار، تحرك الرجل المثير للجدل سريعاً لوضع بصمته على الشركة، وإدخال عدة تعديلات. إذ أعلن عزمه فرض تسعيرة مقابل العلامة الزرقاء، فضلاً عن منعه انتحال الشخصيات ولو على سبيل المزاح دون الإعلان عن ذلك.
إلى ذلك، عمد إلى طرد عدد من الموظفين، فيما استقال البعض الآخر أيضاً، كما وجه تحذيراً في أول بريد رسمي له الخميس لموظفي الشركة، مؤكداً أنها قد تعلن إفلاسها!
الأمر الذي ترك آلاف الموظفين في حالة من الذهول، كما هز المعلنين الذين أوقف عدد منهم في الأساس قبل أسبوع إعلاناتهم على المنصة، وسط تخبط وغموض يلف مصير العصفور الأزرق، منذ أن وعد الملياردير الأميركي بتحريره!