أمجد مصطفى يكتب:السلوك العام و جزار المونوريل
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى خلال أيام عيد الأضحى المبارك،بما يعرف بجزار المونوريل،الذى علق لحوم الأضاحي على عمود قطار “المونوريل” (القطار السريع) شرقي القاهرة، وأصبح هذا الجزار حديث مصر،لأن ملايين المصريين رفضوا هذا السلوك الغير متحضر منه تجاه أحد المشروعات القومية الجديدة،وكذلك أشغال الطريق.و فى حقيقة الأمر فأن
هذا السلوك المشين الذي نرفضه جميعا شكلا و موضوعا،ما هو إلا نتاج طبيعى لسلوك عام فى الشارع يدعونا جميعا لضرورة نبذة كما فعلنا مع هذا الجزار،كم من الشوارع و الارصفة يتم الاستيلاء عليها من قبل الكثير من المقاهى والمحال التجارية واستغلالها اسوأ استغلال،بل ان شوارع كثيرة فى مصر أبرزها شارع عباس العقاد الذى كان يقطنه في فترة من الفترات الصفوة ،اصبح الان مثل الموسكى،الباعة الجائلون احتلوا الأرصفة فى مشهد يدعو للحزن على حال شارع بهذه القيمة، بل أن هناك عمارات سكنية تحولت إلى مولات تجارية.
أنا هنا لست بصدد التحدث عن أزمة الشارع بقدر،بقدر ما أتحدث عن حالة شبه عامة لدى بعضنا كل همها المصلحة الشخصية،و التى ترفعها فوق كل اعتبار،لابد من عودة الانضباط للشارع،و للاسف نحن تعودنا أن هذا الانضباط لا يأتي إلا بتطبيق القانون.أنا شخصيا سعيد بتحرك جهات كثيرة ضد سلوك هذا الجزار،لكن هناك مثل كثيرين،أتمنى أن تطولهم عين القانون،مصر خلال السنوات الاخيرة حققت طفرات كثيرة فى مجال شبكة الطرق والكبارى من أجل أن ينعم المواطن بسيولة مرورية،و نعالج مشاكل كثيرة متراكمة من عقود طويلة،وبالتالي فإن أقل ما يمكن أن نقدمة لتلك المشروعات العملاقة التى تجرى على أرض مصر، هو احترامها من قبل المواطن.
انضباط الشارع يحتاج إلى تعاون بين المواطن وأجهزة الدولة بعد أن تحول الى سلوك عام،،ماذا ننتظر بعد وجدنا السايس يفرض إتاوات على أصحاب السيارات ،و حارس العقار “البواب”تحول الى سايس و حول المنطقة المحيطة بالعمارة التى يعمل بها الى سكنة من الاقفاص و الطوب و الحجارة، و قبل أن تتحرك من أمامة لابد ان تعطيه المعلوم، وكم من المشاكل والمشاجرات تحدث فى الشوارع المصرية نتيجة هذا السلوك،أعيدوا للشارع انضباطه،وهذا لن يحدث إلا بتعاون المواطن وأجهزة الدولة ،ليس جزار المونوريل فقط هو الذى يحتاج تلك الصحوة منا.