مقالات الرأى

أمجد مصطفى يكتب : سلوى الشوان ..هذه السيده من مصر

تمتلك مصر عبر تاريخها شخصيات هامة فى شتى المجالات الطب والصيدلة و الهنسة و الرياضة والثقافة، استطاعت هذه الشخصيات ان تثرى الساحة العالمية وليست المصرية فقط،نعم لدينا تلك الشخصيات،وللاسف بعضها أو أغلبها غير معروف فى بلدنا،وهو ما يعنى ان هناك تقصير كبير تجاههم سواء من الاعلام أو من بعض مؤسسات الدولة ،و نحن كمصريين ما احوجنا الى شخصيات تنقل تجربتها على الساحة العالمية الينا،حتى نغير بعض الانماط التقليدية،و الاشكال المعتادة التى نعمل عليها منذ سنوات طويلة دون تغيير،من تلك الشخصيات التى حرصت على اسلط الضوء عليها،وهى شخصية فى حد ذاتها منارة علمية كبيرة،العالم كله يستفيد منها.عندما جاءت فى نوفمبر 2019 للتكريم فى مهرجان الموسيقى العربية،كانت مفاجأة بالنسبة لى أن أجد مصرية تحتل هذه المكانة الموسيقية والعلمية الكبيرة على مستوى العالمى، ولا نجد لها تأثير يوازى تأثيرها العالمى داخل مصر، السيرة الذاتية لها تتحدث عن نفسها، لذلك لم أجد كلمات تمنحها حقها إلا نشر هذه السيرة الذاتية، فى مقدمة كلامى عنها، حتى يعى الجمهور المصرى حجم عطائها على المستوى العالمى.
فهى أستاذ علم موسيقى الشعوب، ورئيس معهد موسيقى الشعوب ومركز الموسيقى والرقص التابع لجامعة نوفا دى لشبونة بالبرتغال، ورئيس المجلس الدولى للموسيقى التقليدية التابع لليونسكو منذ 2013، حصلت على الدكتوراه من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية وحاضرت فى عدة جامعات دولية مرموقة منها جامعة نيويورك فى (1979ــ 1982)، وعملت كأستاذ زائر فى كل الجامعات: كولومبيا، وبرينستون، وشيكاغو، وكاليفورنيا وبيركلى، وكذلك كباحثة زائرة عبر البحار فى كل من كلية سانت جون وجامعة كامبريدج، وقدمت العديد من الابحاث المهمة للموسيقى بكل من البرتغال ومصر وعمان والتى شملت السياسات الثقافية والموسيقى القومية والهوية والموسيقى والاعلام والتراث والحداثة والموسيقى والصراع، وقد نشر لها حديثا كتاب «البرتغال وإسبانيا ممارسة الموسيقى والتعبير عن الثقافة» بمشاركة سوزانا مورينو فيرنانديز، نيويورك، من جامعة اوكسفورد 2018.
نالت سلوى الشوان العديد من الجوائز منها جائزة جلاريان فى البحث الموسيقى من جمعية علوم الموسيقى السويسرية عام 2013، الميدالية الذهيبة والفضية للجدارة الثقافية فى بلدية مدينة لشبونة ومدينة كاسكيس عام 2007 ــ 2013، جائزة الكاتب من جمعية الكتّاب البرتغاليين عام 2010 .
و تصورت بعد تكريمها فى 2019 ان نستفيد من علمها وننقل تجربتها أو نستفيد منها، لكننى للأسف منذ ذلك التاريخ لم أسمع عنها، كنت أتخيل ان أجدها بيننا على الأقل مرة خلال العام، كنت اتصور ان يسند اليها مشروع قومى كبير خاص بالتراث، خاصة ان السيدة عندما التقيتها عند حضورها أبدت استعداد لنقل خبرتها وتجربتها لبلدها مصر،لكن لا اعرف ماذا حدث.لكن تلك النوعية من المبدعين تستحق ان نتواصل معها مرارا و تكرارا لانها شخصية كما يقول أخواننا فى الخليج”غير”أى مختلفة.
خلال حوارى معها عند زيارتها لمصر سألتها كثير من الاسئلة لكن هنا سأتوقف عند سؤالين فقط..
الاول.. هل حصل والدك عزيز الشوان وهو مؤلف موسيقى كبير على حقه ..قالت :نعم حصل على حقه بعد الوفاة. ثم قالت كنت أتمنى موسيقاه تعزف خلال وجوده، موسيقى انس الوجود لم تعزف الا بعد رحيله، باليه إيزيس وأوزوريس لم يقدم حتى الآن وخلال وجودها خلال تكريمها بمهرجان الموسيقى العربية ،أحضرت لهذا البالية تسجيلا فى ألمانيا وكذلك النوت الموسيقية، وسيفمونية طرد الهكسوس،و قالت ايضا أتمنى أن تقدم “أنس الوجود” مرة أخرى.و للاسف لا انس الوجود قدمت ولا سمعنا شيئا عن العالمة سلوى الشوان.كلام الدكتورة عن والدها يحزن و يؤكد ماذا نفعل بابناء مصر المبدعين فى الماضى والحاضر.والدها عزيز اعماله فى “الأدراج” وهى ذهبت كأدراج الريح.
الثانى.. عن زيارتها لمصر .. قالت: كانت هذه ثانى زيارة لى لمصر بعد رحيل ابى وامى، الزيارة الاولى لى كانت بدعوى من المركز الثقافى الفرنسى !!!!!!!؟؟؟؟
لا أعلم ان كانت الدكتورة سلوى جاءت إلى مصر بعد ذلك أم لا،لكن فى كل الاحوال بما اننا لم نسمع عنها شيئا، فهذا يعنى حتى لو انها حضرت دون استفادة منها فهو حضور بطعم الغياب.

زر الذهاب إلى الأعلى