مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : السينما المصرية وحلم القائمة القصيرة للأوسكار

0:00

لا يخفى على أحد من صناع السينما المصرية أو نقادها حال الإنتاج السينمائي المسيطر على صناعة السينما لدرجة أن كل عام يجد القائمون على الصناعة أنفسهم في شبه “ورطة” لعدم وجود فيلم على مستوى فني جيد يتم إرساله للمنافسة على جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
والسبب الإنتاج التجاري الذي يسيطر بشدة على الصناعة والتركيز على أفلام الأكشن والكوميديا والهدف شباك التذاكر فقط على حساب عناصر فنية كثيرة للفيلم.
هذا العام تم اختيار فيلم “رحلة 404 ” إخراج هاني خليفة وتأليف محمد رجاء وهو من بين الأفلام الجيدة التي عرضت هذا العام وتنطبق عليها معايير المشاركة وفي رأيي أهم مميزاته جرأة فكرته والتي تخص المجتمعات العربية بشكل عام إلى جانب الأداء المتميز لبطلة الفيلم منى زكي، ونطمح أن يصل الفيلم إلى مستوى متقدم في المنافسات وربما يحقق حلم الوصول للقائمة القصيرة النهائية لأفضل فيلم أجنبي .. ربما.
تاريخ طويل للسينما المصرية للمشاركة منذ عام 1958 وفيلم “باب الحديد ” للمخرج يوسف شاهين ومنذ ذلك التاريخ وخلال مشاركات عديدة لم يصل أي فيلم مصري للمرحلة النهائية من المنافسة “القائمة القصيرة” ويفوز بالجائزة! واللافت أيضا أن خلال تلك السنوات الطويلة غابت السينما المصرية أكثر من مرة عن المشاركة لأسباب مختلفة ما بين نسيان أو أخطاء في اللائحة أو عدم اتفاق اللجنة على وجود فيلم يمثل مصر وهكذا كان تاريخ مشاركات السينما المصربة تسجيل حضور فقط.
مصر تأتي إلى جانب البرتغال كأكثر الدول مشاركة في المسابقة دون الحصول على أي ترشيح للجائزة !
وتعتبر الجزائر صاحبة الانجاز العربي الوحيد بالحصول على اوسكار أفضل فيلم اجنبى عام 1969 عن فيلم ” Z” وهو إنتاج مشترك مع فرنسا.
في حين نجحت السينما التونسية و الموريتانية والمغربية والفلسطينية واللبنانية و الأردنية في الوصول إلى القائمة القصيرة النهائية للمنافسة.
بالتأكيد كان هناك طوال السنوات الطويلة الماضية أفلاما مصرية كانت على مستوى فني متميز يؤهلها للمنافسة بقوة ولكن لأسباب “مجهولة” لم تشارك ودائما ما نسمع حديثا هامس عن وجود “مجاملات ” ترافق ترشيحات الأفلام المصرية منذ  ستينيات القرن الماضي !؟
كل الأمنيات أن نجد فيلما مصريا جيدا يصل إلى القائمة النهائية ويحصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبي هو حلم ليس مستحيلا.
بالطبع ذلك شيئا ليس جيدا لصناعة السينما المصرية العريقة
وهنا أسأل هل من الممكن أن تعود وزارة الثقافة للإنتاج السينمائي المباشر ؟ أرى الوزير الجديد دكتور أحمد فؤاد هنو يتحرك بنشاط ملحوظ سفر وزيارات دون كلل أو ملل ، لا يمر يوم إلا ويكون له نشاط ولفت نظري حديثه عن مستوى السينما المصرية وتراجعها على المستوى الفني وقا إنها ليست في أفضل حالاتها خاصة على مستوى الكتابة “السيناريو والحبكة” وأقول له هنا، حسنا ، لماذا لا يتبنى عودة وزارة الثقافة للإنتاج السينمائي المباشر من جديد أو المشاركة مع كيانات أخرى في إنتاج أعمال غير تجارية تركز على الجانب الإبداعي وتكون على مستوى سينمائي وفني جيد من تأليف وإخراج وتصوير وتمثيل ليكون لدينا كل عام فيلم أو فيلمين يتم الإختيار من بينهما للمشاركة، وأيضا النجاح التجاري مضمون لأن الجمهور يقبل على الأعمال الجيدة ونجاح تجارب شابة في تحقيق إيرادات هذا العام خير دليل.
ملف السينما يحتاج وقفة من وزارة الثقافة صناعة السينما المصرية عريقة ومهمة وتحمل تاريخا وتراثا يجب الحفاظ عليه وأيضا ستحقق ربحا ماديا كبيرا وأدبيا لوزارة الثقافة.

زر الذهاب إلى الأعلى