أحلام هاني فرحات بين القاهرة ولندن
تبقى مصر دائمًا نبعًا للأسماء الفنية القديرة والملهمة والمشرفة في الداخل والخارج، وخاصة في مجال الموسيقى.
أتوقف هنا عند الموسيقار هاني فرحات، الذي يُعدُّ أول عربي يقود الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية البريطانية العالمية على أشهر مسارح لندن، وهو مسرح سنترل هول وستمنستر، الذي وقف عليه عظماء الموسيقى والغناء في العالم، حيث قدم أحد الحفلات الكبرى يوم 28 سبتمبر الجاري.
لم ينسَ فرحات، وهو في قلب العاصمة البريطانية، ولاءه للموسيقى العربية، واستطاع تقديم مزيجٍ مميز من الموسيقى العربية والعالمية خلال فقرات الحفل.
ودون شك، فإن هذا المزج بين عازفين من جنسيات مختلفة في تقديم الألحان العربية يمنحها أبعادًا أخرى ويجعلها قريبة من أذهان ووجدان المستمع الغربي.
يأتي الحفل الضخم تتويجًا لسلسلة الحفلات الناجحة التي شارك فيها هاني فرحات مع عدد من نجوم ونجمات الغناء العربي هذا العام، وعلى مدار شهور الصيف.
نعم، يملك الموسيقار هاني فرحات فكراً وطموحات وأحلامًا كبرى للموسيقى العربية لتحتل مكانتها في العالم المعاصر، وهو لم يكن وحده الذي يملك الحلم، فهناك كثيرون، وعلينا أن نمنحه الفرصة ليطوف بنا لعوالم أخرى.
كان فرحات يحلم بتطوير مهرجان الموسيقى العربية ليكون أكثر رونقًا وبريقًا، وأن يحتل مكانته التي يستحقها. وقد لمست ذلك عندما تولى إدارته، لكن عوائق بيروقراطية وقفت أمام تحقيق أهدافه المشروعة، مما اضطره لتقديم اعتذاره عن دورته الـ32.
وقد لمست حالة الاطمئنان التي تسكن قلوب كبار النجوم والنجمات عندما يتولى قيادة أوركسترا حفلاتهم. كما أن الكثير من الأسماء ابتعدت عن حفلات مهرجان الموسيقى العربية عندما استشعروا عدم وجوده. والواقع أن بريق المهرجان يزداد بوجود نجوم الأغنية العربية الكبار.
الموسيقار خالد داغر، مدير المهرجان الحالي، شكر فرحات على مجهوداته، وهو اعتراف ضمني بأنه كان سينقل المهرجان إلى رحاب أوسع.
أتمنى من المسؤولين عن دار الأوبرا أن يعيدوا حساباتهم، وأن يسعوا لفتح أفق جديد، ويفكروا في أحلام فرحات، من تقديم كل أنواع الموسيقى، ومنها الموسيقى المعاصرة، واستقطاب أجيال جديدة. نريد أن نرى القاهرة منورة بنجوم الأغنية العربية على مسرح مجهز بأفضل الإمكانيات وفكر مختلف في نقل الصورة، وهو ما سوف يتحقق دون شك بفضل دعم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ذلك الكيان الكبير الذي يمتلك القدرة على تحقيق الأحلام.