يتجول شاب ذو شعر وعيون ملونة بين طرقات ضيقة مزدحمة ووسط أشخاص لا يشبهونه في أي شيء. يحاول بلغته الإنجليزية التي لا يتقنها أغلبهم أن يرشدهم. تلك هي وظيفته على متن السفينة “Logos hope – لوجوس هوب”، أكبر مكتبة عائمة في العالم، والتي ترسو الآن بميناء بورسعيد
يشير الكارنيه” المعلق في رقبته إلى أنه سبستيان مونكايو، الإكوادوري. وهو منسق زيارة السفينة إلى مصر بعد غياب 12 عامًا منذ رست آخر مرة بالميناء نفسه
لقد وصلت رحلة “لوجوس هوب” التي لا تهدأ إلى المدينة التجارية المطلة على قناة السويس في الرابع من يناير الجاري، قادمة من الجارة “ليبيا”، لتفتح أبوابها للجميع وتقدم خمسة آلاف كتاب إليهم.
جذبت إليها آلاف المصريين من بورسعيد وخارجها، حتى تخطى عدد زائريها في الأسبوع الأول فقط الـ48 ألف زائر، كما يقول “سبستيان”، الذي يتولى بها مهمة شاقة، بدأت قبل وصولها، مهمة لا يتقاضى أجرًا عليها، كونه واحدًا من نحو 400 متطوع يمثلون 70 دولة مختلفة، جاءوا للعمل على متنها ليكونوا جزءًا من قصتها.
قبل 7 أسابيع من مجيء “لوجوس هوب” إلى ميناء بورسعيد السياحي، سبقها “سبستيان” ليتأكد أن كل شيء صار جاهزًا لاستقبالها. يقول: “كان عليّ ترتيب من أين سنحصل على الماء؟ كيف نتخلص من نفاياتنا؟ هل يسمح بدخول الناس إلى الميناء؟ ما هي الطريقة الصحيحة للدخول والخروج؟ ما هي الأحداث أو الأنشطة التي يمكن القيام بها؟ كيف سنفعل الدعاية؟ وما هي وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر استخدامًا في مصر؟”.
وعلى الرغم من صعوبة ذلك إلا أن “سبستيان” يراها “مهمة ممتعة بل وشرفًا له تمثيل هذه السفينة”.
فالسفينة التي يعمل لأجلها جابت أكثر من مائة ميناء، باعت فيها نحو 10 ملايين كتاب، وقدمت مساعدات للمجتمعات الفقيرة. الدور الذي تؤديه منذ جمعت منظمة (Good Books For All – كتب جيدة للجميع) الألمانية الخيرية، التبرعات لتمتلكها عام 2004، وأطلقتها للعمل رسميًا بعدها بخمس